[ ص: 100 ] سورة الحجر فيها عشر آيات
الآية الأولى :
قوله : { وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين } .
فيها مسألتان :
المسألة الأولى : قوله : لواقح } وفيه ثلاثة أقوال : {
الأول : تلقح الشجر والسحاب ، وجمعت على حذف الزائد . الثاني : أنه موضوع على النسب ، أي ذات لقح ولقاح . الثالث : أن { لواقح } جمع لاقح ، أي حامل ، وسميت بذلك ; لأنها تحمل السحاب ، والعرب تقول للجنوب لاقح وحامل ، وللشمال حائل وعقيم ، ويشهد له قوله : { حتى إذا أقلت سحابا ثقالا } معناه : حملت . وأقوى الوجه فيه النسبة .
المسألة الثانية : روى ، ابن وهب وابن القاسم ، وأشهب ، وابن عبد الحكم عن ، واللفظ مالك لأشهب قال : قال الله تعالى : { مالك وأرسلنا الرياح لواقح } ، فلقاح القمح عندي أن يحبب ويسنبل ، ولا أدري ما ييبس في أكمامه ، ولكن يحبب حتى يكون لو يبس حينئذ لم يكن فسادا لا خير فيه ، ولقاح الشجر كلها أن يثمر الشجر ويسقط منه ما يسقط ، ويثبت ما يثبت ، وليس ذلك بأن تورد الشجر .
[ ص: 101 ] قال القاضي الإمام : إنما عول في هذا التفسير على مالك ، وأن الولد إذا عقد وخلق ونفخ فيه الروح كان بمنزلة تحبب الثمر وسنبلته ، ولأنه سمي باسم تشترك فيه كل حاملة ، وهو اللقاح ، وعليه جاء الحديث : { تشبيه لقاح الشجر بلقاح الحمل } . نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الحب حتى يشتد