الآية الثالثة
قوله تعالى : وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود } . {
فيها أربع مسائل :
المسألة الأولى : قالوا معناه وطأنا ومهدنا . وليس كما زعموا ; إنما المباءة المنزل ، وبوأنا فعلنا منه [ ص: 279 ] فالمعنى وإذ نزلنا بتشديد الزاي لإبراهيم مكان البيت ، أي عرفناه به منزلا ، ولذلك دخلت اللام فيه ، فخفي الأمر على حتى قال : إن اللام هاهنا زائدة ، وليس كذلك . يحيى بن زكريا
المسألة الثانية :
قال الناس : جعل الله لإبراهيم علامة ريحا هبت حتى كشفت أساس آدم في البيت .
وقيل : نصب له ظلا على قدر البيت ، فقدره به ، ويحتمل أن يكون خطه له جبريل .
وهذه الجمل لا تتخصص إلا بنص صريح صحيح . وقد قدمنا حديث إبراهيم وما كان منه مع هاجر وابنها ، وكيف عاد ، وكيف بنى ، وليس فيه ذكر لذلك كله .
المسألة الثالثة :
روى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم { أبو ذر المسجد الحرام . قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى . قلت : كم كان بينهما ؟ قال : أربعون سنة . ثم أينما أدركتك الصلاة فصل } ، كما تقدم بيانه هاهنا وفي غير موضع . أنه قال له : أي المسجد وضع في الأرض الأول ؟ قال :
المسألة الرابعة : قوله تعالى : { وطهر بيتي }
يعني لا تقربه بمعصية ولا نجاسة ولا قذارة ، وكان على ذلك حتى شاء الله فعبد فيه غيره ، وأشرك فيه به ، ولطخ بالدماء النجسة ، وملئ من الأقذار المنتنة .