الآية الثانية قوله تعالى : { أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد ولقد آتينا لقمان الحكمة } .
فيها أربع مسائل :
المسألة الأولى : في ذكر لقمان :
وفيه سبعة أقوال :
الأول : قال : كان سعيد بن المسيب لقمان أسود من سودان مصر ، حكيما ، ذا مشافر ، ولم يكن نبيا .
الثاني : قال : خيره الله بين النبوة والحكمة ، فاختار الحكمة ، فأتاه قتادة جبريل وهو نائم ، فقذف عليه الحكمة ، فأصبح ينطق بها ، فسئل عن ذلك ، فقال : إنه لو أرسل إلي النبوة عزمة لرجوت الفوز بها ، ولكنه خيرني ; فخفت أن أضعف عن النبوة .
الثالث : أنه كان من النوبة قصيرا أفطس . [ ص: 528 ] الرابع : أنه كان حبشيا .
الخامس : أنه كان خياطا .
السادس : أنه كان راعيا ، فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك قال : ألست عبد بني فلان الذي كنت ترعى بالأمس ؟ قال : بلى . قال : فما بلغ بك ما أرى ؟ قال : قدر الله ، وأداء الأمانة ، وصدق الحديث ، وترك ما لا يعنيني .
السابع : أنه كان عبدا نجارا قال له سيده : اذبح شاة ، وأتني بأطيبها بضعتين فأتاه بالقلب واللسان . ثم أمره بذبح شاة ، وقال له : ألق أخبثها بضعتين ، فألقى اللسان والقلب ، فقال : أمرتك أن تأتيني بأطيبها بضعتين فأتيتني باللسان والقلب ، وأمرتك أن تلقي أخبثها بضعتين ، فألقيت اللسان والقلب ، فقال : ليس شيء أطيب منهما إذا طابا ، ولا شيء أخبث منها إذا خبثا .