قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=53ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=53ويستعجلونك بالعذاب لما أنذرهم بالعذاب قالوا لفرط الإنكار : عجل لنا هذا العذاب . وقيل : إن قائل ذلك
النضر بن الحارث وأبو جهل حين قالا :
[ ص: 329 ] اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء . وقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=16ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=53ولولا أجل مسمى في نزول العذاب . قال
ابن عباس : يعني هو ما وعدتك ألا أعذب قومك وأؤخرهم إلى يوم القيامة بيانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بل الساعة موعدهم وقال
الضحاك : هو مدة أعمارهم في الدنيا . وقيل : المراد بالأجل المسمى النفخة الأولى ; قاله
يحيى بن سلام . وقيل : الوقت الذي قدره الله لهلاكهم وعذابهم ; قاله
ابن شجرة . وقيل : هو القتل يوم
بدر وعلى الجملة فلكل عذاب أجل لا يتقدم ولا يتأخر . دليله قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=67لكل نبإ مستقر .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=53لجاءهم العذاب يعني الذي استعجلوه
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=53وليأتينهم بغتة أي فجأة
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=53وهم لا يشعرون أي لا يعلمون بنزوله عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=54يستعجلونك بالعذاب أي يستعجلونك وقد أعد لهم جهنم وأنها ستحيط بهم لا محالة فما معنى الاستعجال . وقيل : نزلت في
عبد الله بن أبي أمية وأصحابه من المشركين حين قالوا : أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=55يوم يغشاهم العذاب من فوقهم قيل : هو متصل بما هو قبله ; أي يوم يصيبهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم فإذا غشيهم العذاب أحاطت بهم جهنم وإنما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=55من تحت أرجلهم للمقاربة وإلا فالغشيان من فوق أعم ; كما قال الشاعر :
علفتها تبنا وماء باردا
وقال آخر :
لقد كان قواد الجياد إلى العدا عليهن غاب من قنى ودروع
ويقول ذوقوا قرأ
أهل المدينة والكوفة : ( نقول ) بالنون الباقون بالياء ، واختاره
أبو عبيد ; لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=52قل كفى بالله ويحتمل أن يكون الملك الموكل بهم يقول : ذوقوا . والقراءت ترجع إلى معنى أي يقول الملك بأمرنا ذوقوا .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=53وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=53وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ لَمَّا أَنْذَرَهُمْ بِالْعَذَابِ قَالُوا لِفَرْطِ الْإِنْكَارِ : عَجِّلْ لَنَا هَذَا الْعَذَابَ . وَقِيلَ : إِنَّ قَائِلَ ذَلِكَ
النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ وَأَبُو جَهْلٍ حِينَ قَالَا :
[ ص: 329 ] اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ . وَقَوْلُهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=16رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=53وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى فِي نُزُولِ الْعَذَابِ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : يَعْنِي هُوَ مَا وَعَدْتُكَ أَلَّا أُعَذِّبَ قَوْمَكَ وَأُؤَخِّرَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بَيَانُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : هُوَ مُدَّةُ أَعْمَارِهِمْ فِي الدُّنْيَا . وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْأَجَلِ الْمُسَمَّى النَّفْخَةُ الْأُولَى ; قَالَهُ
يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ . وَقِيلَ : الْوَقْتُ الَّذِي قَدَّرَهُ اللَّهُ لِهَلَاكِهِمْ وَعَذَابِهِمْ ; قَالَهُ
ابْنُ شَجَرَةَ . وَقِيلَ : هُوَ الْقَتْلُ يَوْمَ
بَدْرٍ وَعَلَى الْجُمْلَةِ فَلِكُلِّ عَذَابٍ أَجَلٌ لَا يَتَقَدَّمُ وَلَا يَتَأَخَّرُ . دَلِيلُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=67لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=53لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ يَعْنِي الَّذِي اسْتَعْجَلُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=53وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً أَيْ فَجْأَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=53وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ أَيْ لَا يَعْلَمُونَ بِنُزُولِهِ عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=54يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ أَيْ يَسْتَعْجِلُونَكَ وَقَدْ أَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَأَنَّهَا سَتُحِيطُ بِهِمْ لَا مَحَالَةَ فَمَا مَعْنَى الِاسْتِعْجَالِ . وَقِيلَ : نَزَلَتْ فِي
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ وَأَصْحَابِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ حِينَ قَالُوا : أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=55يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ قِيلَ : هُوَ مُتَّصِلٌ بِمَا هُوَ قَبْلَهُ ; أَيْ يَوْمَ يُصِيبُهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ فَإِذَا غَشِيَهُمُ الْعَذَابُ أَحَاطَتْ بِهِمْ جَهَنَّمُ وَإِنَّمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=55مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ لِلْمُقَارَبَةِ وَإِلَّا فَالْغَشَيَانُ مِنْ فَوْقُ أَعَمُّ ; كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
عَلَفْتُهَا تِبْنًا وَمَاءً بَارِدًا
وَقَالَ آخَرُ :
لَقَدْ كَانَ قَوَّادَ الْجِيَادِ إِلَى الْعِدَا عَلَيْهِنَّ غَابٌ مِنْ قَنًى وَدُرُوعِ
وَيَقُولُ ذُوقُوا قَرَأَ
أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ : ( نَقُولُ ) بِالنُّونِ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ ، وَاخْتَارَهُ
أَبُو عُبَيْدٍ ; لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=52قُلْ كَفَى بِاللَّهِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِمْ يَقُولُ : ذُوقُوا . وَالْقِرَاءَتُ تَرْجِعُ إِلَى مَعْنَى أَيْ يَقُولُ الْمَلَكُ بِأَمْرِنَا ذُوقُوا .