القول في تأويل قوله عز ذكره (
nindex.php?page=treesubj&link=28976_28753_28890nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=15قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ( 15 ) )
قال
أبو جعفر : يقول جل ثناؤه لهؤلاء الذين خاطبهم من أهل الكتاب : "قد جاءكم" ، يا أهل التوراة والإنجيل"من الله نور" ، يعني بالنور ،
محمدا صلى الله عليه وسلم الذي أنار الله به الحق ، وأظهر به الإسلام ، ومحق به الشرك ، فهو نور لمن استنار به يبين الحق . ومن إنارته الحق تبيينه لليهود كثيرا مما كانوا يخفون من الكتاب .
وقوله : "وكتاب مبين" ، يقول : جل ثناؤه : قد جاءكم من الله تعالى النور الذي أنار لكم به معالم الحق ، "وكتاب مبين" ، يعني كتابا فيه بيان ما اختلفوا فيه بينهم : من توحيد الله ، وحلاله وحرامه ، وشرائع دينه ، وهو القرآن الذي أنزله
[ ص: 144 ] على نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم ، يبين للناس جميع ما بهم الحاجة إليه من أمر دينهم ، ويوضحه لهم ، حتى يعرفوا حقه من باطله .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ (
nindex.php?page=treesubj&link=28976_28753_28890nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=15قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ( 15 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ خَاطَبَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ : "قَدْ جَاءَكُمْ" ، يَا أَهْلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ"مِنَ اللَّهِ نُورٌ" ، يَعْنِي بِالنُّورِ ،
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي أَنَارَ اللَّهُ بِهِ الْحَقَّ ، وَأَظْهَرَ بِهِ الْإِسْلَامَ ، وَمَحَقَ بِهِ الشِّرْكَ ، فَهُوَ نُورٌ لِمَنِ اسْتَنَارَ بِهِ يُبَيِّنُ الْحَقَّ . وَمِنْ إِنَارَتِهِ الْحَقَّ تَبْيِينُهُ لِلْيَهُودِ كَثِيرًا مِمَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ .
وَقَوْلُهُ : "وَكِتَابٌ مُبِينٌ" ، يَقُولُ : جَلَّ ثَنَاؤُهُ : قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى النُّورُ الَّذِي أَنَارَ لَكُمْ بِهِ مَعَالِمَ الْحَقِّ ، "وَكِتَابٌ مُبِينٌ" ، يَعْنِي كِتَابًا فِيهِ بَيَانُ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ بَيْنَهُمْ : مِنْ تَوْحِيدِ اللَّهِ ، وَحَلَالِهِ وَحَرَامِهِ ، وَشَرَائِعِ دِينِهِ ، وَهُوَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَنْزَلَهُ
[ ص: 144 ] عَلَى نَبِيِّنَا
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُبَيِّنُ لِلنَّاسِ جَمِيعَ مَا بِهِمُ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ ، وَيُوَضِّحُهُ لَهُمْ ، حَتَّى يَعْرِفُوا حَقَّهُ مِنْ بَاطِلِهِ .