القول في تأويل قوله عز ذكره (
nindex.php?page=treesubj&link=28976_28890nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=16يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام )
قال
أبو جعفر : يعني عز ذكره : يهدي بهذا الكتاب المبين الذي جاء من الله جل جلاله ويعني بقوله : "يهدي به الله" يرشد به الله ويسدد به ، و"الهاء" في قوله : "به" عائدة على"الكتاب" "من اتبع رضوانه" ، يقول : من اتبع رضى الله .
واختلف في
nindex.php?page=treesubj&link=19636معنى"الرضى" من الله جل وعز .
فقال بعضهم : الرضى منه بالشيء" القبول له والمدح والثناء . قالوا : فهو قابل الإيمان ، ومزك له ، ومثن على المؤمن بالإيمان ، وواصف الإيمان بأنه نور وهدى وفصل .
وقال آخرون : معنى"الرضى" من الله جل وعز معنى مفهوم ، هو
[ ص: 145 ] خلاف السخط ، وهو صفة من صفاته على ما يعقل من معاني : "الرضى" الذي هو خلاف السخط ، وليس ذلك بالمدح ، لأن المدح والثناء قول ، وإنما يثنى ويمدح ما قد رضي . قالوا : فالرضى معنى ، و"الثناء" و"المدح" معنى ليس به .
ويعني بقوله : "سبل السلام" ، طرق السلام و"السلام" ، هو الله عز ذكره .
11612 - حدثنا
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن مفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "من اتبع رضوانه سبل السلام" ، سبيل الله الذي شرعه لعباده ودعاهم إليه ، وابتعث به رسله ، وهو الإسلام الذي لا يقبل من أحد عملا إلا به ، لا اليهودية ، ولا النصرانية ، ولا المجوسية .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ (
nindex.php?page=treesubj&link=28976_28890nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=16يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي عَزَّ ذِكْرُهُ : يَهْدِي بِهَذَا الْكِتَابِ الْمُبِينِ الَّذِي جَاءَ مِنَ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : "يَهْدِي بِهِ اللَّهُ" يُرْشِدُ بِهِ اللَّهُ وَيُسَدِّدُ بِهِ ، وَ"الْهَاءُ" فِي قَوْلِهِ : "بِهِ" عَائِدَةٌ عَلَى"الْكِتَابِ" "مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ" ، يَقُولُ : مَنِ اتَّبَعَ رِضَى اللَّهِ .
وَاخْتُلِفَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=19636مَعْنَى"الرِّضَى" مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ .
فَقَالَ بَعْضُهُمْ : الرِّضَى مِنْهُ بِالشَّيْءِ" الْقَبُولُ لَهُ وَالْمَدْحُ وَالثَّنَاءُ . قَالُوا : فَهُوَ قَابِلٌ الْإِيمَانَ ، وَمُزَكٍّ لَهُ ، وَمُثْنٍ عَلَى الْمُؤْمِنِ بِالْإِيمَانِ ، وَوَاصِفٌ الْإِيمَانَ بِأَنَّهُ نُورٌ وَهُدًى وَفَصْلٌ .
وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى"الرِّضَى" مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ مَعْنًى مَفْهُومٌ ، هُوَ
[ ص: 145 ] خِلَافُ السُّخْطِ ، وَهُوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِهِ عَلَى مَا يُعْقَلُ مِنْ مَعَانِي : "الرِّضَى" الَّذِي هُوَ خِلَافُ السُّخْطِ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِالْمَدْحِ ، لِأَنَّ الْمَدْحَ وَالثَّنَاءَ قَوْلٌ ، وَإِنَّمَا يُثْنَى وَيُمْدَحُ مَا قَدْ رُضِيَ . قَالُوا : فَالرِّضَى مَعْنًى ، وَ"الثَّنَاءُ" وَ"الْمَدْحُ" مَعْنًى لَيْسَ بِهِ .
وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : "سُبُلَ السَّلَامِ" ، طُرُقَ السَّلَامِ وَ"السَّلَامُ" ، هُوَ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ .
11612 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ : "مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ" ، سَبِيلَ اللَّهِ الَّذِي شَرَعَهُ لِعِبَادِهِ وَدَعَاهُمْ إِلَيْهِ ، وَابْتَعَثَ بِهِ رُسُلَهُ ، وَهُوَ الْإِسْلَامُ الَّذِي لَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ عَمَلًا إِلَّا بِهِ ، لَا الْيَهُودِيَّةُ ، وَلَا النَّصْرَانِيَّةُ ، وَلَا الْمَجُوسِيَّةُ .