[ ص: 242 ] القول في تأويل قوله عز ذكره (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=28976_32416ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون ( 32 ) )
قال
أبو جعفر : وهذا قسم من الله جل ثناؤه أقسم به : أن رسله صلوات الله عليهم قد أتت بني إسرائيل الذين قص الله قصصهم وذكر نبأهم في الآيات التي تقدمت ، من قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=11يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم " إلى هذا الموضع "بالبينات " ، يعني : بالآيات الواضحة ، والحجج البينة على حقيقة ما أرسلوا به إليهم ، وصحة ما دعوهم إليه من الإيمان بهم ، وأداء فرائض الله عليهم .
يقول الله عز ذكره : " ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون " ، يعني : أن كثيرا من بني إسرائيل .
و" الهاء والميم " في قوله : " ثم إن كثيرا منهم " ، من ذكر بني إسرائيل ، وكذلك ذلك في قوله : " ولقد جاءتهم " .
" بعد ذلك " ، يعني : بعد مجيء رسل الله بالبينات .
" في الأرض لمسرفون " ، يعني : أنهم في الأرض لعاملون بمعاصي الله ، ومخالفون أمر الله ونهيه ، ومحادو الله ورسله ، باتباعهم أهواءهم . وخلافهم على أنبيائهم ، وذلك كان إسرافهم في الأرض .
[ ص: 242 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=28976_32416وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ( 32 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَهَذَا قَسَمٌ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَقْسَمَ بِهِ : أَنَّ رُسُلَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ قَدْ أَتَتْ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ قَصَّ اللَّهُ قَصَصَهُمْ وَذَكَرَ نَبَأَهُمْ فِي الْآيَاتِ الَّتِي تَقَدَّمَتْ ، مِنْ قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=11يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ " إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ "بِالْبَيِّنَاتِ " ، يَعْنِي : بِالْآيَاتِ الْوَاضِحَةِ ، وَالْحُجَجِ الْبَيِّنَةِ عَلَى حَقِيقَةِ مَا أُرْسِلُوا بِهِ إِلَيْهِمْ ، وَصِحَّةِ مَا دَعَوْهُمْ إِلَيْهِ مِنَ الْإِيمَانِ بِهِمْ ، وَأَدَاءِ فَرَائِضِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ .
يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ : " ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ " ، يَعْنِي : أَنَّ كَثِيرًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ .
وَ" الْهَاءُ وَالْمِيمُ " فِي قَوْلِهِ : " ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ " ، مِنْ ذِكْرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَكَذَلِكَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ : " وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ " .
" بَعْدَ ذَلِكَ " ، يَعْنِي : بَعْدَ مَجِيءِ رُسُلِ اللَّهِ بِالْبَيِّنَاتِ .
" فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ " ، يَعْنِي : أَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ لَعَامِلُونَ بِمَعَاصِي اللَّهِ ، وَمُخَالِفُونَ أَمْرَ اللَّهِ وَنَهْيَهُ ، وَمُحَادُّو اللَّهِ وَرُسُلِهِ ، بِاتِّبَاعِهِمْ أَهْوَاءَهُمْ . وَخِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ ، وَذَلِكَ كَانَ إِسْرَافَهُمْ فِي الْأَرْضِ .