[ ص: 316 ] [ ص: 317 ] [ ص: 318 ] [ ص: 319 ] ( أول تفسير السورة التي يذكر فيها الرعد )
( بسم الله الرحمن الرحيم )
( رب يسر )
القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28984_32238_32450المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ( 1 ) )
قال
أبو جعفر : قد بينا القول في تأويل قوله ( الر )
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1المر ) ، ونظائرهما من حروف المعجم التي افتتح بها أوائل بعض سور القرآن ، فيما مضى ، بما فيه الكفاية من إعادتها غير أنا نذكر من الرواية ما جاء خاصا به كل سورة افتتح أولها بشيء منها .
فما جاء من الرواية في ذلك في هذه السورة عن
ابن عباس من نقل
nindex.php?page=showalam&ids=11870أبي الضحى مسلم بن صبيح nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير عنه ، التفريق بين معنى ما ابتدئ به أولها ، مع زيادة الميم التي فيها على سائر السور ذوات ( الر ) ومعنى ما ابتدئ به أخواتها مع نقصان ذلك منها عنها .
ذكر الرواية بذلك عنه :
[ ص: 320 ]
20044 - حدثنا ابن
المثنى قال : حدثنا
عبد الرحمن ، عن
هشيم ، عن
عطاء بن السائب ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1المر ) قال : أنا الله أرى .
20045 - حدثنا
أحمد بن إسحاق قال : حدثنا
أبو أحمد قال : حدثنا
شريك ، عن
عطاء بن السائب ، عن
أبي الضحى ، عن
ابن عباس : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1المر ) قال : أنا الله أرى .
20046 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم الفضل بن دكين قال : حدثنا
سفيان ، عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1المر ) : فواتح يفتتح بها كلامه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1تلك آيات الكتاب ) يقول تعالى ذكره : تلك التي قصصت عليك خبرها ، آيات الكتاب الذي أنزلته قبل هذا الكتاب الذي أنزلته إليك إلى من أنزلته إليه من رسلي قبلك .
وقيل : عنى بذلك : التوراة والإنجيل .
ذكر من قال ذلك :
20047 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1المر تلك آيات الكتاب ) الكتب التي كانت قبل القرآن .
20048 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو نعيم قال : حدثنا
سفيان ، عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1تلك آيات الكتاب ) قال : التوراة والإنجيل .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1والذي أنزل إليك من ربك الحق ) [ القرآن ] ، فاعمل بما فيه واعتصم به .
[ ص: 321 ]
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
20049 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم الفضل بن دكين قال : حدثنا
سفيان ، عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1والذي أنزل إليك من ربك الحق ) قال : القرآن .
20050 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1والذي أنزل إليك من ربك الحق ) أي هذا القرآن .
وفي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1والذي أنزل إليك ) وجهان من الإعراب :
أحدهما : الرفع ، على أنه كلام مبتدأ ، فيكون مرفوعا ب "الحق" و "الحق" به . وعلى هذا الوجه تأويل
مجاهد وقتادة الذي ذكرنا قبل عنهما .
والآخر : الخفض على العطف به على ( الكتاب ) ، فيكون معنى الكلام حينئذ : تلك آيات التوراة والإنجيل والقرآن . ثم يبتدئ ( الحق ) بمعنى : ذلك الحق فيكون رفعه بمضمر من الكلام قد استغني بدلالة الظاهر عليه منه .
ولو قيل : معنى ذلك : تلك آيات الكتاب الذي أنزل إليك من ربك الحق . وإنما أدخلت الواو في "والذي" وهو نعت للكتاب ، كما أدخلها الشاعر في قوله :
إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم
فعطف ب "الواو" وذلك كله من صفة واحد - كان مذهبا من التأويل .
[ ص: 322 ]
ولكن ذلك إذا تؤول كذلك فالصواب من القراءة في ( الحق ) الخفض ، على أنه نعت ل ( الذي ) .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ) ولكن أكثر الناس من مشركي قومك لا يصدقون بالحق الذي أنزل إليك من ربك ، ولا يقرون بهذا القرآن وما فيه من محكم آيه .
[ ص: 316 ] [ ص: 317 ] [ ص: 318 ] [ ص: 319 ] ( أَوَّلُ تَفْسِيرِ السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا الرَّعْدُ )
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )
( رَبِّ يَسِّرْ )
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28984_32238_32450المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ( 1 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : قَدْ بَيَّنَّا الْقَوْلَ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ( الر )
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1المر ) ، وَنَظَائِرِهِمَا مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ الَّتِي افْتُتِحَ بِهَا أَوَائِلُ بَعْضِ سُوَرِ الْقُرْآنِ ، فِيمَا مَضَى ، بِمَا فِيهِ الْكِفَايَةُ مِنْ إِعَادَتِهَا غَيْرَ أَنَّا نَذْكُرُ مِنَ الرِّوَايَةِ مَا جَاءَ خَاصًّا بِهِ كُلُّ سُورَةٍ افْتُتِحَ أَوَّلُهَا بِشَيْءٍ مِنْهَا .
فَمَا جَاءَ مِنَ الرِّوَايَةِ فِي ذَلِكَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ نَقْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11870أَبِي الضُّحَى مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْهُ ، التَّفْرِيقُ بَيْنَ مَعْنَى مَا ابْتُدِئَ بِهِ أَوَّلُهَا ، مَعَ زِيَادَةِ الْمِيمِ الَّتِي فِيهَا عَلَى سَائِرِ السُّوَرِ ذَوَاتِ ( الر ) وَمَعْنَى مَا ابْتُدِئَ بِهِ أَخَوَاتُهَا مَعَ نُقْصَانِ ذَلِكَ مِنْهَا عَنْهَا .
ذِكْرُ الرِّوَايَةِ بِذَلِكَ عَنْهُ :
[ ص: 320 ]
20044 - حَدَّثَنَا ابْنُ
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
هُشَيْمٍ ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1المر ) قَالَ : أَنَا اللَّهُ أَرَى .
20045 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو أَحْمَدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
شَرِيكٌ ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ
أَبِي الضُّحَى ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1المر ) قَالَ : أَنَا اللَّهُ أَرَى .
20046 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12180أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1المر ) : فَوَاتِحُ يَفْتَتِحُ بِهَا كَلَامَهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : تِلْكَ الَّتِي قَصَصْتُ عَلَيْكَ خَبَرَهَا ، آيَاتُ الْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلْتُهُ قَبْلَ هَذَا الْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلْتُهُ إِلَيْكَ إِلَى مَنْ أَنْزَلَتُهُ إِلَيْهِ مِنْ رُسُلِي قَبْلَكَ .
وَقِيلَ : عَنَى بِذَلِكَ : التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
20047 - حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ) الْكُتُبُ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَ الْقُرْآنِ .
20048 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ) قَالَ : التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ ) [ الْقُرْآنُ ] ، فَاعْمَلْ بِمَا فِيهِ وَاعْتَصِمْ بِهِ .
[ ص: 321 ]
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
20049 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12180أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ ) قَالَ : الْقُرْآنُ .
20050 - حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ ) أَيْ هَذَا الْقُرْآنُ .
وَفِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) وَجْهَانِ مِنَ الْإِعْرَابِ :
أَحَدُهُمَا : الرَّفْعُ ، عَلَى أَنَّهُ كَلَامٌ مُبْتَدَأٌ ، فَيَكُونُ مَرْفُوعًا بِ "الْحَقُّ" وَ "الْحَقُّ" بِهِ . وَعَلَى هَذَا الْوَجْهِ تَأْوِيلُ
مُجَاهِدٍ وقَتَادَةَ الَّذِي ذَكَرْنَا قَبْلُ عَنْهُمَا .
وَالْآخَرُ : الْخَفْضُ عَلَى الْعَطْفِ بِهِ عَلَى ( الْكِتَابِ ) ، فَيَكُونُ مَعْنَى الْكَلَامِ حِينَئِذٍ : تِلْكَ آيَاتُ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ . ثُمَّ يَبْتَدِئُ ( الْحَقُّ ) بِمَعْنَى : ذَلِكَ الْحَقُّ فَيَكُونُ رَفْعُهُ بِمُضْمَرٍ مِنَ الْكَلَامِ قَدِ اسْتُغْنِيَ بِدَلَالَةِ الظَّاهِرِ عَلَيْهِ مِنْهُ .
وَلَوْ قِيلَ : مَعْنَى ذَلِكَ : تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ . وَإِنَّمَا أُدْخِلَتِ الْوَاوُ فِي "وَالَّذِي" وَهُوَ نَعْتٌ لِلْكِتَابِ ، كَمَا أَدْخَلَهَا الشَّاعِرُ فِي قَوْلِهِ :
إلَى الْمَلِكِ الْقَرْمِ وَابْنِ الْهُمَامِ وَلَيْثَ الْكَتِيبَةِ فِي الْمُزْدَحَمْ
فَعَطْفَ بِ "الْوَاوِ" وَذَلِكَ كُلُّهُ مِنْ صِفَةِ وَاحِدٍ - كَانَ مَذْهَبًا مِنَ التَّأْوِيلِ .
[ ص: 322 ]
وَلَكِنَّ ذَلِكَ إِذَا تُؤُوِّلَ كَذَلِكَ فَالصَّوَابُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي ( الْحَقِّ ) الْخَفْضُ ، عَلَى أَنَّهُ نَعْتٌ لِ ( الَّذِي ) .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ) وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ مِنْ مُشْرِكِي قَوْمِكَ لَا يُصَدِّقُونَ بِالْحَقِّ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ، وَلَا يُقِرُّونَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَمَا فِيهِ مِنْ مُحْكَمِ آيِهِ .