القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=28984_31761_33133_28783هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال ( 12 )
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ( 13 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12هو الذي يريكم البرق ) ، يعني أن الرب هو الذي يري عباده البرق وقوله : ( هو ) كناية اسمه جل ثناؤه .
وقد بينا معنى "البرق" فيما مضى ، وذكرنا اختلاف أهل التأويل فيه بما أغنى
[ ص: 387 ] عن إعادته في هذا الموضع .
وقوله : ( خوفا ) يقول : خوفا للمسافر من أذاه . وذلك أن "البرق" الماء ، في هذا الموضع كما : -
20251 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
حجاج قال : حدثنا
حماد قال : أخبرنا
موسى بن سالم أبو جهضم ، مولى ابن عباس قال : كتب
ابن عباس إلى
أبي الجلد يسأله عن "البرق" فقال : "البرق" الماء .
وقوله : ( وطمعا ) يقول : وطمعا للمقيم أن يمطر فينتفع . كما : -
20252 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا ) ، يقول : خوفا للمسافر في أسفاره ، يخاف أذاه ومشقته ( وطمعا ، ) للمقيم ، يرجو بركته ومنفعته ، ويطمع في رزق الله .
20253 - حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12خوفا وطمعا ) خوفا للمسافر ، وطمعا للمقيم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12وينشئ السحاب الثقال ) : ويثير السحاب الثقال بالمطر ويبدؤه .
يقال منه : أنشأ الله السحاب : إذا أبدأه ، ونشأ السحاب : إذا بدأ ينشأ نشأ .
و "السحاب" في هذا الموضع ، وإن كان في لفظ واحد ، فإنها جمع ، واحدتها "سحابة" ولذلك قال : "الثقال" فنعتها بنعت الجمع ، ولو كان جاء : "السحاب الثقيل" كان جائزا ، وكان توحيدا للفظ السحاب ، كما قيل :
[ ص: 388 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=80الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا ) [ سورة يس : 80 ] .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
20254 - حدثنا
الحسن بن محمد قال : حدثنا
شبابة قال : حدثنا
ورقاء ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12وينشئ السحاب الثقال ) ، قال : الذي فيه الماء .
20255 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم قال : حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، مثله .
20256 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، مثله .
20257 - . . . قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
عبد الله ، عن
ورقاء ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، مثله .
20258 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12وينشئ السحاب الثقال ) قال : الذي فيه الماء .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13ويسبح الرعد بحمده ) .
قال
أبو جعفر : وقد بينا معنى الرعد فيما مضى ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد قال كما :
20259 - حدثنا
الحسن بن محمد قال : حدثنا
كثير بن هشام قال : حدثنا
جعفر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=810693بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد الشديد [ ص: 389 ] قال : " nindex.php?page=treesubj&link=24436اللهم لا تقتلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك" .
20260 - حدثنا
أحمد بن إسحاق قال : حدثنا
أبو أحمد قال : حدثنا
إسرائيل ، عن أبيه ، عن رجل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رفع الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=810694أنه كان إذا سمع الرعد قال : "سبحان من يسبح الرعد بحمده" .
20261 - حدثنا
الحسن بن محمد قال : حدثنا
مسعدة بن اليسع الباهلي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن
علي رضي الله عنه ، كان إذا سمع صوت الرعد قال : "سبحان من سبحت له" .
20262 - . . . قال : حدثنا
إسماعيل ابن علية ، عن
الحكم بن أبان ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس ، أنه كان إذا سمع الرعد قال : "سبحان الذي سبحت له .
20263 - حدثنا
أحمد بن إسحاق قال : حدثنا
أبو أحمد قال : حدثنا
يعلى بن الحارث قال : سمعت
أبا صخرة يحدث عن
الأسود بن يزيد ، أنه كان إذا سمع الرعد قال : "سبحان من سبحت له . أو : "سبحان الذي يسبح الرعد بحمده ، والملائكة من خيفته "
.
[ ص: 390 ] 20264 - . . . قال : حدثنا
أبو أحمد قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
ابن طاوس ، عن أبيه
وعبد الكريم ، عن
طاوس أنه كان إذا سمع الرعد قال : "سبحان من سبحت له .
20265 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثنا
حجاج ، عن
ميسرة ، عن
الأوزاعي قال : كان
ابن أبي زكريا يقول : من قال حين يسمع الرعد : "سبحان الله وبحمده ، لم تصبه صاعقة .
ومعنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13ويسبح الرعد بحمده ) ، ويعظم الله الرعد ويمجده ، فيثني عليه بصفاته ، وينزهه مما أضاف إليه أهل الشرك به ومما وصفوه به من اتخاذ الصاحبة والولد ، تعالى ربنا وتقدس .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13من خيفته ) يقول : وتسبح الملائكة من خيفة الله ورهبته .
وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ) .
فقد بينا معنى الصاعقة ، فيما مضى ، بما أغنى عن إعادته ، بما فيه الكفاية من الشواهد ، وذكرنا ما فيها من الرواية .
وقد اختلف فيمن أنزلت هذه الآية .
فقال بعضهم : نزلت في كافر من الكفار ذكر الله تعالى وتقدس بغير ما ينبغي ذكره به ، فأرسل عليه صاعقة أهلكته .
[ ص: 391 ] ذكر من قال ذلك :
20266 - حدثنا
الحسن بن محمد قال : حدثنا
عفان قال : حدثنا
أبان بن يزيد قال : حدثنا
أبو عمران الجوني ، عن
عبد الرحمن بن صحار العبدي :
أنه بلغه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى جبار يدعوه ، فقال : "أرأيتم ربكم ، أذهب هو أم فضة هو أم لؤلؤ هو؟" قال : فبينما هو يجادلهم ، إذ بعث الله سحابة فرعدت ، فأرسل الله عليه صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل الله هذه الآية : ( nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ) .
20267 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق بن سليمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر بن عياش ، عن
ليث ، عن
مجاهد قال :
جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أخبرني عن ربك من أي شيء هو ، من لؤلؤ أو من ياقوت؟ فجاءت صاعقة فأخذته ، فأنزل الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ) .
20268 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
الحماني قال : حدثنا
أبو بكر بن عياش ، عن
ليث ، عن
مجاهد ، مثله .
20269 - . . . قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
عبد الله بن هاشم قال : حدثنا
سيف ، عن
أبي روق ، عن
أبي أيوب ، عن
علي قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، حدثني من هذا الذي تدعو إليه؟ أياقوت [ ص: 392 ] هو ، أذهب هو ، أم ما هو؟ قال : فنزلت على السائل الصاعقة فأحرقته ، فأنزل الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13ويرسل الصواعق ) الآية .
20270 - حدثنا
محمد بن مرزوق قال : حدثنا
عبد الله بن عبد الوهاب قال : حدثني
علي بن أبي سارة الشيباني قال : حدثنا
ثابت البناني ، عن
أنس بن مالك قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=812332بعث النبي صلى الله عليه وسلم مرة رجلا إلى رجل من فراعنة العرب ، أن ادعه لي ، فقال : يا رسول الله ، إنه أعتى من ذلك! قال : اذهب إليه فادعه . قال : فأتاه فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك! فقال : من رسول الله؟ وما الله؟ أمن ذهب هو ، أم من فضة ، أم من نحاس؟ قال : فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : ارجع إليه فادعه" قال : فأتاه فأعاد عليه ورد عليه مثل الجواب الأول . فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : ارجع إليه فادعه! قال : فرجع إليه . فبينما هما يتراجعان الكلام بينهما ، إذ بعث الله سحابة بحيال رأسه فرعدت ، فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه ، فأنزل الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ) .
[ ص: 393 ] وقال آخرون : نزلت في رجل من الكفار أنكر القرآن وكذب النبي صلى الله عليه وسلم .
ذكر من قال ذلك :
20271 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قال :
ذكر لنا أن رجلا أنكر القرآن وكذب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرسل الله عليه صاعقة فأهلكته ، فأنزل الله عز وجل فيه : ( nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ) .
وقال آخرون : نزلت في
أربد أخي
لبيد بن ربيعة ، وكان هم بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو
وعامر بن الطفيل .
ذكر من قال ذلك :
20272 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال :
نزلت يعني قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ) في أربد أخي لبيد بن ربيعة ؛ لأنه قدم أربد وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال عامر : يا محمد أأسلم وأكون الخليفة من بعدك؟ قال : لا! قال : فأكون على أهل الوبر وأنت على أهل المدر؟ قال : لا! قال : فما ذاك؟ قال : "أعطيك أعنة الخيل تقاتل عليها ، فإنك رجل فارس . قال : أوليست أعنة الخيل بيدي؟ أما والله لأملأنها عليك خيلا ورجالا من بني عامر! قال لأربد : إما أن تكفينيه وأضربه بالسيف ، وإما أن أكفيكه وتضربه بالسيف .
[ ص: 394 ] قال أربد : اكفنيه وأضربه . فقال ابن الطفيل : يا محمد إن لي إليك حاجة . قال : ادن! فلم يزل يدنو ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : "ادن" حتى وضع يديه على ركبتيه وحنى عليه ، واستل أربد السيف ، فاستل منه قليلا فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم بريقه تعوذ بآية كان يتعوذ بها ، فيبست يد أربد على السيف ، فبعث الله عليه صاعقة فأحرقته ، فذلك قول أخيه :
أخشى على أربد الحتوف ولا أرهب نوء السماك والأسد فجعني البرق والصواعق بال
فارس يوم الكريهة النجد
وقد ذكرت قبل خبر
عبد الرحمن بن زيد بنحو هذه القصة .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وهم يجادلون في الله ) ، يقول : وهؤلاء الذين أصابهم الله بالصواعق أصابهم في حال خصومتهم في الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وهو شديد المحال ) يقول تعالى ذكره : والله شديدة مماحلته في عقوبة من طغى عليه وعتا وتمادى في كفره .
و "المحال" مصدر من قول القائل : ماحلت فلانا فأنا أماحله مماحلة ومحالا و "فعلت" منه : محلت أمحل محلا إذا عرض رجل رجلا لما يهلكه؛ ومنه قوله : "وماحل مصدق" ومنه قول
أعشى بني ثعلبة :
[ ص: 395 ] فرع نبع يهتز في غصن المج د غزير الندى شديد المحال
هكذا كان ينشده
nindex.php?page=showalam&ids=12078معمر بن المثنى فيما حدثت عن
علي بن المغيرة عنه . وأما الرواة بعد فإنهم ينشدونه :
فرع فرع يهتز في غصن المج د كثير الندى عظيم المحال
وفسر ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=12078معمر بن المثنى ، وزعم أنه عنى به العقوبة والمكر والنكال؛ ومنه قول الآخر :
ولبس بين أقوام فكل أعد له الشغازب والمحالا
[ ص: 396 ] وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
20273 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
عبد الله بن هاشم قال : حدثنا
سيف ، عن
أبي روق ، عن
أبي أيوب ، عن
علي رضي الله عنه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وهو شديد المحال ) قال : شديد الأخذ .
20274 - حدثنا
أحمد بن إسحاق قال : حدثنا
أبو أحمد قال : حدثنا
إسرائيل ، عن
أبي يحيى ، عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وهو شديد المحال ) قال : شديد القوة .
20275 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وهو شديد المحال ) أي القوة والحيلة .
20276 - حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر ، عن
الحسن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13شديد المحال ) يعني : الهلاك قال : إذا محل فهو شديد وقال
قتادة : شديد الحيلة .
20277 - حدثني
الحارث قال : حدثنا عبد
العزيز قال : حدثنا رجل ، عن
عكرمة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ) ، قال : جدال أربد (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وهو شديد المحال ) قال : ما أصاب
أربد من الصاعقة .
20278 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وهو شديد المحال ) قال : قال
ابن عباس : شديد الحول .
20279 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وهو شديد المحال ) قال : شديد القوة ، "المحال" القوة .
قال
أبو جعفر : والقول الذي ذكرناه عن
قتادة في تأويل "المحال" أنه الحيلة ، والقول الذي ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
ابن عباس يدلان على أنهما كانا يقرآن :
[ ص: 397 ] " (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وهو شديد المحال ) بفتح الميم؛ لأن الحيلة لا يأتي مصدرها "محالا" بكسر الميم ، ولكن قد يأتي على تقدير "المفعلة" منها ، فيكون محالة ، ومن ذلك قولهم : "المرء يعجز لا محالة ، و "المحالة" في هذا الموضع ، "المفعلة" من الحيلة ، فأما بكسر الميم ، فلا تكون إلا مصدرا ، من "ماحلت فلانا أماحله محالا" و "المماحلة" بعيدة المعنى من "الحيلة" .
قال
أبو جعفر : ولا أعلم أحدا قرأه بفتح الميم . فإذا كان ذلك كذلك ، فالذي هو أولى بتأويل ذلك ما قلنا من القول .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=28984_31761_33133_28783هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ( 12 )
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ( 13 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ ) ، يَعْنِي أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الَّذِي يُرِي عِبَادَهُ الْبَرْقَ وَقَوْلُهُ : ( هُوَ ) كِنَايَةُ اسْمِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ .
وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى "الْبَرْقِ" فِيمَا مَضَى ، وَذَكَرْنَا اخْتِلَافَ أَهْلِ التَّأْوِيلِ فِيهِ بِمَا أَغْنَى
[ ص: 387 ] عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ .
وَقَوْلُهُ : ( خَوْفًا ) يَقُولُ : خَوْفًا لِلْمُسَافِرِ مِنْ أَذَاهُ . وَذَلِكَ أَنَّ "الْبَرْقَ" الْمَاءُ ، فِي هَذَا الْمَوْضِعِ كَمَا : -
20251 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
حَجَّاجٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
حَمَّادٌ قَالَ : أَخْبَرَنَا
مُوسَى بْنُ سَالِمٍ أَبُو جَهْضَمٍ ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَتَبَ
ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى
أَبِي الْجَلْدِ يَسْأَلُهُ عَنِ "الْبَرْقِ" فَقَالَ : "الْبَرْقُ" الْمَاءُ .
وَقَوْلُهُ : ( وَطَمَعًا ) يَقُولُ : وَطَمَعًا لِلْمُقِيمِ أَنْ يُمْطَرَ فَيَنْتَفِعَ . كَمَا : -
20252 - حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا ) ، يَقُولُ : خَوْفًا لِلْمُسَافِرِ فِي أَسْفَارِهِ ، يَخَافُ أَذَاهُ وَمَشَقَّتَهُ ( وَطَمَعًا ، ) لِلْمُقِيمِ ، يَرْجُو بَرَكَتَهُ وَمَنْفَعَتَهُ ، وَيَطْمَعُ فِي رِزْقِ اللَّهِ .
20253 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12خَوْفًا وَطَمَعًا ) خَوْفًا لِلْمُسَافِرِ ، وَطَمَعًا لِلْمُقِيمِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ) : وَيُثِيرُ السَّحَابَ الثِّقَالَ بِالْمَطَرِ وَيَبْدَؤُهُ .
يُقَالُ مِنْهُ : أَنْشَأَ اللَّهُ السَّحَابَ : إِذَا أَبْدَأَهُ ، وَنَشَأَ السَّحَابُ : إِذَا بَدَأَ يَنْشَأُ نَشْأً .
وَ "السَّحَابُ" فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، وَإِنْ كَانَ فِي لَفْظٍ وَاحِدٍ ، فَإِنَّهَا جَمْعٌ ، وَاحِدَتُهَا "سَحَابَةٌ" وَلِذَلِكَ قَالَ : "الثِّقَالُ" فَنَعَتَهَا بِنَعْتِ الْجَمْعِ ، وَلَوْ كَانَ جَاءَ : "السَّحَابُ الثَّقِيلُ" كَانَ جَائِزًا ، وَكَانَ تَوْحِيدًا لِلَفْظِ السَّحَابِ ، كَمَا قِيلَ :
[ ص: 388 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=80الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا ) [ سُورَةُ يس : 80 ] .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
20254 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
شَبَابَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا
وَرْقَاءُ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ) ، قَالَ : الَّذِي فِيهِ الْمَاءُ .
20255 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عِيسَى ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، مِثْلَهُ .
20256 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا
شِبْلٌ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، مِثْلَهُ .
20257 - . . . قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ ، عَنْ
وَرْقَاءَ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، مِثْلَهُ .
20258 - حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ قَالَ : حَدَّثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=12وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ) قَالَ : الَّذِي فِيهِ الْمَاءُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ) .
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الرَّعْدِ فِيمَا مَضَى ، بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ .
وَذُكِرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ قَالَ كَمَا :
20259 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
جَعْفَرٌ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=810693بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ الشَّدِيدَ [ ص: 389 ] قَالَ : " nindex.php?page=treesubj&link=24436اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ" .
20260 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو أَحْمَدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَ الْحَدِيثَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=810694أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ قَالَ : "سُبْحَانَ مَنْ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ" .
20261 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعِ الْبَاهِلِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ قَالَ : "سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحْتَ لَهُ" .
20262 - . . . قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ
الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ قَالَ : "سُبْحَانَ الَّذِي سَبَّحْتَ لَهُ .
20263 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو أَحْمَدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا صَخْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ
الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ قَالَ : "سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحْتَ لَهُ . أَوْ : "سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ، وَالْمَلَائِكَةُ مَنْ خِيفَتِهِ "
.
[ ص: 390 ] 20264 - . . . قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو أَحْمَدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ
ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ
وَعَبْدُ الْكَرِيمِ ، عَنْ
طَاوُسٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ قَالَ : "سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحْتَ لَهُ .
20265 - حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ قَالَ : حَدَّثَنَا
حَجَّاجٌ ، عَنْ
مَيْسَرَةَ ، عَنِ
الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ : كَانَ
ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا يَقُولُ : مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الرَّعْدَ : "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، لَمْ تُصِبْهُ صَاعِقَةٌ .
وَمَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ) ، وَيُعَظِّمُ اللَّهَ الرَّعْدُ وَيُمَجِّدُهُ ، فَيُثْنِي عَلَيْهِ بِصِفَاتِهِ ، وَيُنَزِّهُهُ مِمَّا أَضَافَ إِلَيْهِ أَهْلُ الشِّرْكِ بِهِ وَمِمَّا وَصَفُوهُ بِهِ مِنَ اتِّخَاذِ الصَّاحِبَةِ وَالْوَلَدِ ، تَعَالَى رَبُّنَا وَتَقَدَّسَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13مِنْ خِيفَتِهِ ) يَقُولُ : وَتُسَبِّحُ الْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَةِ اللَّهِ وَرَهْبَتِهِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ ) .
فَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الصَّاعِقَةِ ، فِيمَا مَضَى ، بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ ، بِمَا فِيهِ الْكِفَايَةُ مِنَ الشَّوَاهِدِ ، وَذَكَرْنَا مَا فِيهَا مِنَ الرِّوَايَةِ .
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِيمَنْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ .
فَقَالَ بَعْضُهُمْ : نَزَلَتْ فِي كَافِرٍ مِنَ الْكُفَّارِ ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ بِغَيْرِ مَا يَنْبَغِي ذِكْرُهُ بِهِ ، فَأَرْسَلَ عَلَيْهِ صَاعِقَةً أَهْلَكَتْهُ .
[ ص: 391 ] ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
20266 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَفَّانُ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صُحَارٍ الْعَبْدِيِّ :
أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى جَبَّارٍ يَدْعُوهُ ، فَقَالَ : "أَرَأَيْتُمْ رَبَّكُمْ ، أَذَهَبٌ هُوَ أَمْ فِضَّةٌ هُوَ أَمْ لُؤْلُؤٌ هُوَ؟" قَالَ : فَبَيْنَمَا هُوَ يُجَادِلُهُمْ ، إِذْ بَعَثَ اللَّهُ سَحَابَةً فَرَعَدَتْ ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ صَاعِقَةً فَذَهَبَتْ بِقِحْفِ رَأْسِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) .
20267 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ
لَيْثٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ :
جَاءَ يَهُودِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ رَبِّكَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ هُوَ ، مِنْ لُؤْلُؤٍ أَوْ مِنْ يَاقُوتٍ؟ فَجَاءَتْ صَاعِقَةٌ فَأَخَذَتْهُ ، فأَنْزَلَ اللَّهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) .
20268 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحِمَّانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ
لَيْثٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، مِثْلَهُ .
20269 - . . . قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَيْفٌ ، عَنْ
أَبِي رَوْقٍ ، عَنْ
أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، حَدِّثْنِي مَنْ هَذَا الَّذِي تَدْعُو إِلَيْهِ؟ أَيَاقُوتٌ [ ص: 392 ] هُوَ ، أَذْهَبٌ هُوَ ، أَمْ مَا هُوَ؟ قَالَ : فَنَزَلَتْ عَلَى السَّائِلِ الصَّاعِقَةُ فَأَحْرَقَتْهُ ، فأَنْزَلَ اللَّهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ ) الْآيَةَ .
20270 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ : حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَةَ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=812332بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً رَجُلًا إِلَى رَجُلٍ مِنْ فَرَاعِنَةِ الْعَرَبِ ، أَنِ ادْعُهُ لِي ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّهُ أَعْتَى مِنْ ذَلِكَ! قَالَ : اذْهَبْ إِلَيْهِ فَادْعُهُ . قَالَ : فَأَتَاهُ فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوكَ! فَقَالَ : مَنْ رَسُولُ اللَّهِ؟ وَمَا اللَّهُ؟ أَمِنْ ذَهَبٍ هُوَ ، أَمْ مِنْ فِضَّةٍ ، أَمْ مِنْ نُحَاسٍ؟ قَالَ : فَأَتَى الرَّجُلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهِ فَادْعُهُ" قَالَ : فَأَتَاهُ فَأَعَادَ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ الْجَوَابِ الْأَوَّلِ . فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهِ فَادْعُهُ! قَالَ : فَرَجَعَ إِلَيْهِ . فَبَيْنَمَا هُمَا يَتَرَاجَعَانِ الْكَلَامَ بَيْنَهُمَا ، إِذْ بَعَثَ اللَّهُ سَحَابَةً بِحِيَالِ رَأْسِهِ فَرَعَدَتْ ، فَوَقَعَتْ مِنْهَا صَاعِقَةٌ فَذَهَبَتْ بِقِحْفِ رَأْسِهِ ، فأَنْزَلَ اللَّهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) .
[ ص: 393 ] وَقَالَ آخَرُونَ : نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنَ الْكُفَّارِ أَنْكَرَ الْقُرْآنَ وَكَذَّبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
20271 - حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ :
ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَجُلًا أَنْكَرَ الْقُرْآنَ وَكَذَّبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ صَاعِقَةً فَأَهْلَكَتْهُ ، فأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) .
وَقَالَ آخَرُونَ : نَزَلَتْ فِي
أَرْبَدَ أَخِي
لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَكَانَ هَمَّ بِقَتْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ
وَعَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
20272 - حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ قَالَ : حَدَّثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ :
نَزَلَتْ يَعْنِي قَوْلَهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ ) فِي أَرْبَدَ أَخِي لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ ؛ لِأَنَّهُ قَدِمَ أَرْبَدُ وَعَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ عَامِرٌ : يَا مُحَمَّدُ أَأُسْلِمُ وَأَكُونُ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِكَ؟ قَالَ : لَا! قَالَ : فَأَكُونُ عَلَى أَهْلِ الْوَبَرِ وَأَنْتَ عَلَى أَهْلِ الْمَدَرِ؟ قَالَ : لَا! قَالَ : فَمَا ذَاكَ؟ قَالَ : "أُعْطِيكَ أَعِنَّةَ الْخَيْلِ تُقَاتِلُ عَلَيْهَا ، فَإِنَّكَ رَجُلٌ فَارِسٌ . قَالَ : أَوَلَيْسَتْ أَعِنَّةُ الْخَيْلِ بِيَدِي؟ أَمَا وَاللَّهِ لَأَمْلَأَنَّهَا عَلَيْكَ خَيْلًا وَرِجَالًا مِنْ بَنِي عَامِرٍ! قَالَ لِأَرْبَدَ : إِمَّا أَنْ تَكْفِيَنِيهِ وَأَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ ، وَإِمَّا أَنْ أَكْفِيَكَهُ وَتَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ .
[ ص: 394 ] قَالَ أَرْبَدُ : اكْفِنِيهِ وَأَضْرِبُهُ . فَقَالَ ابْنُ الطُّفَيْلِ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً . قَالَ : ادْنُ! فَلَمْ يَزَلْ يَدْنُو وَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "ادْنُ" حَتَّى وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَحَنَى عَلَيْهِ ، وَاسْتَلَّ أَرْبَدُ السَّيْفَ ، فَاسْتَلَّ مِنْهُ قَلِيلًا فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيقَهُ تَعَوَّذَ بِآيَةٍ كَانَ يَتَعَوَّذُ بِهَا ، فَيَبِسَتْ يَدُ أَرْبَدَ عَلَى السَّيْفِ ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ صَاعِقَةً فَأَحْرَقَتْهُ ، فَذَلِكَ قَوْلُ أَخِيهِ :
أَخْشَى عَلَى أَرْبَدَ الْحُتُوفَ وَلَا أَرْهَبُ نَوْءَ السِّمَاكِ وَالْأَسَدِ فَجَعَنِي الْبَرْقُ والصَّوَاعِقُ بِالْ
فَارِسِ يَوْمَ الْكَرِيهَةِ النَّجِدِ
وَقَدْ ذَكَرْتُ قَبْلَ خَبَرِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ بِنَحْوِ هَذِهِ الْقِصَّةِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ ) ، يَقُولُ : وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَصَابَهُمُ اللَّهُ بِالصَّوَاعِقِ أَصَابَهُمْ فِي حَالِ خُصُومَتِهِمْ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَاللَّهُ شَدِيدَةٌ مُمَاحَلَتُهُ فِي عُقُوبَةِ مَنْ طَغَى عَلَيْهِ وَعَتَا وَتَمَادَى فِي كُفْرِهِ .
وَ "الْمِحَالُ" مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ : مَاحَلْتُ فُلَانًا فَأَنَا أُمَاحِلُهُ مُمَاحَلَةً وَمِحَالًا وَ "فَعَلْتُ" مِنْهُ : مَحَلْتُ أَمْحَلُ مَحْلًا إِذَا عَرَّضَ رَجُلٌ رَجُلًا لِمَا يُهْلِكُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ : "وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ" وَمِنْهُ قَوْلُ
أَعْشَى بَنِي ثَعْلَبَةَ :
[ ص: 395 ] فَرْعُ نَبْعٍ يَهْتَزُّ فِي غُصُنِ الْمَجْ دِ غَزِيرُ النَّدَى شَديدُ الْمِحَالِ
هَكَذَا كَانَ يَنْشُدُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12078مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى فِيمَا حُدِّثْتُ عَنْ
عَلِيِّ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْهُ . وَأَمَّا الرُّوَاةُ بَعْدُ فَإِنَّهُمْ يَنْشُدُونَهُ :
فَرْعُ فَرْعٍ يَهْتَزُّ فِي غُصُنِ الْمَجْ دِ كِثيرُ النَّدَى عَظِيمُ الْمِحَالِ
وَفَسَّرَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَزَعَمَ أَنَّهُ عَنَى بِهِ الْعُقُوبَةَ وَالْمَكْرَ وَالنَّكَالَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْآخَرِ :
وَلَبْسٍ بَيْنَ أَقْوَامٍ فَكُلٌ أَعَدَّ لَهُ الشَّغَازِبَ وَالْمِحَالَا
[ ص: 396 ] وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
20273 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَيْفٌ ، عَنْ
أَبِي رَوْقٍ ، عَنْ
أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ
عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) قَالَ : شَدِيدُ الْأَخْذِ .
20274 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو أَحْمَدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
أَبِي يَحْيَى ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) قَالَ : شَدِيدُ الْقُوَّةِ .
20275 - حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) أَيِ الْقُوَّةِ وَالْحِيلَةِ .
20276 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13شَدِيدُ الْمِحَالِ ) يَعْنِي : الْهَلَاكَ قَالَ : إِذَا مَحَلَ فَهُوَ شَدِيدٌ وَقَالَ
قَتَادَةُ : شَدِيدُ الْحِيلَةِ .
20277 - حَدَّثَنِي
الْحَارِثُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ قَالَ : حَدَّثَنَا رَجُلٌ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) ، قَالَ : جِدَالُ أَرْبَدَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) قَالَ : مَا أَصَابَ
أَرْبَدَ مِنَ الصَّاعِقَةِ .
20278 - حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ قَالَ : حَدَّثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) قَالَ : قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : شَدِيدُ الْحَوْلِ .
20279 - حَدَّثَنِي
يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) قَالَ : شَدِيدُ الْقُوَّةِ ، "الْمِحَالُ" الْقُوَّةُ .
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَالْقَوْلُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ
قَتَادَةَ فِي تَأْوِيلِ "الْمِحَالِ" أَنَّهُ الْحِيلَةُ ، وَالْقَوْلُ الَّذِي ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ يَدُلَّانِ عَلَى أَنَّهُمَا كَانَا يَقْرَآنِ :
[ ص: 397 ] " (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) بِفَتْحِ الْمِيمِ؛ لِأَنَّ الْحِيلَةَ لَا يَأْتِي مَصْدَرُهَا "مِحَالًا" بِكَسْرِ الْمِيمِ ، وَلَكِنْ قَدْ يَأْتِي عَلَى تَقْدِيرِ "الْمَفْعَلَةِ" مِنْهَا ، فَيَكُونُ مَحَالَةً ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ : "الْمَرْءُ يَعْجِزُ لَا مَحَالَةَ ، وَ "الْمَحَالَةُ" فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، "الْمَفْعَلَةُ" مِنَ الْحِيلَةِ ، فَأَمَّا بِكَسْرِ الْمِيمِ ، فَلَا تَكُونُ إِلَّا مَصْدَرًا ، مِنْ "مَاحَلْتُ فُلَانًا أُمَاحِلُهُ مِحَالًا" وَ "الْمُمَاحَلَةُ" بَعِيدَةُ الْمَعْنَى مِنَ "الْحِيلَةِ" .
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَلَا أَعْلَمَ أَحَدًا قَرَأَهُ بِفَتْحِ الْمِيمِ . فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ ، فَالَّذِي هُوَ أَوْلَى بِتَأْوِيلِ ذَلِكَ مَا قُلْنَا مِنَ الْقَوْلِ .