القول في تأويل قوله تعالى : ( ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا ( 50 ) )
يقول تعالى ذكره : ولقد قسمنا هذا الماء الذي أنزلناه من السماء طهورا لنحيي به الميت من الأرض بين عبادي ، ليتذكروا نعمي عليهم ، ويشكروا أيادي عندهم وإحساني إليهم ( فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) يقول : إلا جحودا لنعمي عليهم ، وأيادي عليهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
[ ص: 280 ] ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، قال : سمعت الحسن بن مسلم يحدث ، عن طاوسا سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : ما عام بأكثر مطرا من عام ، ولكن الله يصرفه بين خلقه ; قال : ثم قرأ : ( ولقد صرفناه بينهم ) .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ، عن ابن علية سليمان التيمي ، قال : ثنا الحسن بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال ابن عباس : ما عام بأكثر مطرا من عام ، ولكنه يصرفه في الأرضين ، ثم تلا ( ولقد صرفناه بينهم ليذكروا ) .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ، عن ابن جريج مجاهد ، قوله : ( ولقد صرفناه بينهم ) قال : المطر ينزله في الأرض ، ولا ينزله في الأرض الأخرى ، قال : فقال عكرمة : صرفناه بينهم ليذكروا .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( ولقد صرفناه بينهم ليذكروا ) قال : المطر مرة هاهنا ، ومرة هاهنا .
حدثنا سعيد بن الربيع الرازي ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن أنه سمع يزيد بن أبي زياد ، أبا جحيفة يقول : سمعت يقول : ليس عام بأمطر من عام ، ولكنه يصرفه ، ثم قال عبد الله بن مسعود عبد الله : ( ولقد صرفناه بينهم ) .
وأما قوله : ( فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) فإن القاسم حدثنا قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج عن ، عن ابن جريج عكرمة : ( فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) قال : قولهم في الأنواء .