القول في
nindex.php?page=treesubj&link=29017_31843_32016تأويل قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ( 26 ) )
[ ص: 131 ]
يقول - تعالى ذكره - لكفار
قريش : ولقد مكنا أيها القوم
عادا الذين أهلكناهم بكفرهم فيما لم نمكنكم فيه من الدنيا ، وأعطيناهم منها الذي لم نعطكم منهم من كثرة الأموال ، وبسطة الأجسام ، وشدة الأبدان .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثني
أبو صالح قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه ) يقول : لم نمكنكم .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه ) : أنبأكم أنه أعطى القوم ما لم يعطكم .
وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وجعلنا لهم سمعا ) يسمعون به مواعظ ربهم ، وأبصارا يبصرون بها حجج الله ، وأفئدة يعقلون بها ما يسرهم وينفعهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء ) يقول : فلم ينفعهم ما أعطاهم من السمع والبصر والفؤاد إذ لم يستعملوها فيما أعطوها له ، ولم يعملوها فيما ينجيهم من عقاب الله ، ولكنهم استعملوها فيما يقربهم من سخطه (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26إذ كانوا يجحدون بآيات الله ) يقول : إذ كانوا يكذبون بحجج الله وهم رسله ، وينكرون نبوتهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ) يقول : وعاد عليهم ما استهزءوا به ، ونزل بهم ما سخروا به ، فاستعجلوا به من العذاب ، وهذا وعيد من الله - جل ثناؤه -
لقريش ، يقول لهم : فاحذروا أن يحل بكم من العذاب على كفركم بالله وتكذيبكم رسله ، ما حل
بعاد ، وبادروا بالتوبة قبل النقمة .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=29017_31843_32016تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( 26 ) )
[ ص: 131 ]
يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - لِكُفَّارِ
قُرَيْشٍ : وَلَقَدْ مَكَّنَّا أَيُّهَا الْقَوْمُ
عَادًا الَّذِينَ أَهْلَكْنَاهُمْ بِكُفْرِهِمْ فِيمَا لَمْ نُمَكِّنْكُمْ فِيهِ مِنَ الدُّنْيَا ، وَأَعْطَيْنَاهُمْ مِنْهَا الَّذِي لَمْ نُعْطِكُمْ مِنْهُمْ مِنْ كَثْرَةِ الْأَمْوَالِ ، وَبَسْطَةِ الْأَجْسَامِ ، وَشِدَّةِ الْأَبْدَانِ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
عَلِيٌّ قَالَ : ثَنِي
أَبُو صَالِحٍ قَالَ : ثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ ) يَقُولُ : لَمْ نُمْكِّنْكُمْ .
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ ) : أَنْبَأَكُمْ أَنَّهُ أَعْطَى الْقَوْمَ مَا لَمْ يُعْطِكُمْ .
وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا ) يَسْمَعُونَ بِهِ مَوَاعِظَ رَبِّهِمْ ، وَأَبْصَارًا يُبْصِرُونَ بِهَا حُجَجَ اللَّهِ ، وَأَفْئِدَةً يَعْقِلُونَ بِهَا مَا يَسُرُّهُمْ وَيَنْفَعُهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ ) يَقُولُ : فَلَمْ يَنْفَعْهُمْ مَا أَعْطَاهُمْ مِنَ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْفُؤَادِ إِذْ لَمْ يَسْتَعْمِلُوهَا فِيمَا أُعْطَوْهَا لَهُ ، وَلَمْ يُعْمِلُوهَا فِيمَا يُنْجِيهِمْ مِنْ عِقَابِ اللَّهِ ، وَلَكِنَّهُمُ اسْتَعْمَلُوهَا فِيمَا يُقَرِّبُهُمْ مِنْ سُخْطِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ) يَقُولُ : إِذْ كَانُوا يُكَذِّبُونَ بِحُجَجِ اللَّهِ وَهُمْ رُسُلُهُ ، وَيُنْكِرُونَ نُبُوَّتَهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) يَقُولُ : وَعَادَ عَلَيْهِمْ مَا اسْتَهْزَءُوا بِهِ ، وَنَزَلَ بِهِمْ مَا سَخِرُوا بِهِ ، فَاسْتَعْجَلُوا بِهِ مِنَ الْعَذَابِ ، وَهَذَا وَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ -
لِقُرَيْشٍ ، يَقُولُ لَهُمْ : فَاحْذَرُوا أَنْ يَحِلَّ بِكُمْ مِنَ الْعَذَابِ عَلَى كُفْرِكُمْ بِاللَّهِ وَتَكْذِيبِكُمْ رُسُلَهُ ، مَا حَلَّ
بِعَادٍ ، وَبَادِرُوا بِالتَّوْبَةِ قَبْلَ النِّقْمَةِ .