يقول تعالى ذكره : فلا أقسم برب مشارق الأرض ومغاربها ، ( إنا لقادرون على أن نبدل خيرا منهم ) يقول : إنا لقادرون على أن نهلكهم ، ونأتي بخير منهم من الخلق يطيعونني ولا يعصونني ، ( وما نحن بمسبوقين ) يقول تعالى ذكره : وما يفوتنا منهم أحد بأمر نريده منه ، فيعجزنا هربا .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا قال : أخبرنا ابن علية ، عمارة بن أبي حفصة ، عن عكرمة ، قال : قال ابن عباس : إن الشمس تطلع كل سنة في ثلاث مائة وستين كوة ، تطلع كل يوم في كوة ، لا ترجع إلى تلك الكوة إلى ذلك اليوم من العام المقبل ، ولا تطلع إلا وهي كارهة ، تقول : رب لا تطلعني على عبادك ، فإني أراهم يعصونك ، يعملون بمعاصيك أراهم ، قال أولم تسمعوا إلى قول أمية بن أبي الصلت :
حتى تجر وتجلد
قلت : يا مولاه ، وتجلد الشمس ؟ فقال : عضضت بهن أبيك ، إنما اضطره الروي إلى الجلد .
حدثنا قال : ثني ابن المثنى ، ابن عمارة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في [ ص: 623 ] قول الله : ( برب المشارق والمغارب ) قال : إن الشمس تطلع من ثلاث مائة وستين مطلعا ، تطلع كل يوم من مطلع لا تعود فيه إلى قابل ، ولا تطلع إلا وهي كارهة ، قال عكرمة : فقلت له : قد قال الشاعر :
حتى تجر وتجلد
قال : فقال ابن عباس : عضضت بهن أبيك ، إنما اضطره الروي .
حدثنا خلاد بن أسلم ، قال : أخبرنا النضر ، قال : أخبرنا شعبة ، قال : أخبرنا عمارة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : إن الشمس تطلع في ثلاث مائة وستين كوة ، فإذا طلعت في كوة لم تطلع منها حتى العام المقبل ، ولا تطلع إلا وهي كارهة .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ( فلا أقسم برب المشارق والمغارب ) قال : هو مطلع الشمس ومغربها ، ومطلع القمر ومغربه .
وقوله : ( فذرهم يخوضوا ويلعبوا ) يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فذر هؤلاء المشركين المهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين ، يخوضوا في باطلهم ، ويلعبوا في هذه الدنيا ، ( حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) يقول : حتى يلاقوا عذاب يوم القيامة الذي يوعدونه .