[
nindex.php?page=treesubj&link=29284مقالة ابن الزبعرى ، وما أنزل الله فيه ]
قال
ابن إسحاق : ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقبل
عبد الله بن الزبعرى السهمي حتى جلس ، فقال
الوليد بن المغيرة لعبد الله بن الزبعرى : والله ما قام
النضر بن الحارث لابن
عبد المطلب آنفا وما قعد ، وقد زعم
محمد أنا وما نعبد من آلهتنا هذه حصب جهنم ؛ فقال
عبد الله بن الزبعرى : أما والله لو وجدته لخصمته ، فسلوا
محمدا : أكل ما يعبد من دون الله في جهنم مع من عبده ؟ فنحن نعبد الملائكة ،
واليهود تعبد
عزيرا ،
والنصارى تعبد
عيسى ابن مريم ( عليهما السلام ) ، فعجب
الوليد ، ومن كان معه في المجلس من قول
عبد الله بن الزبعرى ، ورأوا أنه قد احتج وخاصم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم من قول
ابن الزبعرى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن ) كل من أحب أن يعبد من دون الله فهو مع من عبده ، إنهم إنما يعبدون الشياطين ، ومن أمرتهم بعبادته
فأنزل الله تعالى عليه في ذلك :
[ ص: 360 ] nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون أي
عيسى ابن مريم ،
وعزيرا ، ومن عبدوا من الأحبار والرهبان الذين مضوا على طاعة الله ، فاتخذهم من يعبدهم من أهل الضلالة أربابا من دون الله .
ونزل فيما يذكرون ، أنهم يعبدون الملائكة ، وأنها بنات الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=26وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=29ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين
ونزل فيما ذكر من أمر
عيسى ابن مريم أنه يعبد من دون الله ، وعجب
الوليد ومن حضره من حجته وخصومته :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون أي يصدون عن أمرك بذلك من قولهم
ثم ذكر
عيسى ابن مريم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=59إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم أي ما وضعت على يديه من الآيات من إحياء الموتى ، وإبراء الأسقام ، فكفى به دليلا على علم الساعة ، يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=61فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم
[
nindex.php?page=treesubj&link=29284مَقَالَةُ ابْنِ الزِّبَعْرَى ، وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ]
قَالَ
ابْنُ إسْحَاقَ : ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَقْبَلَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَى السَّهْمِيُّ حَتَّى جَلَسَ ، فَقَالَ
الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزِّبَعْرَى : وَاَللَّهِ مَا قَامَ
النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ لَابْنِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آنِفًا وَمَا قَعَدَ ، وَقَدْ زَعَمَ
مُحَمَّدٌ أَنَّا وَمَا نَعْبُدُ مِنْ آلِهَتِنَا هَذِهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ؛ فَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَى : أَمَا وَاَللَّهِ لَوْ وَجَدْتُهُ لَخَصَمْتُهُ ، فَسَلُوا
مُحَمَّدًا : أَكُلُّ مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ فِي جَهَنَّمَ مَعَ مَنْ عَبَدَهُ ؟ فَنَحْنُ نَعْبُدُ الْمَلَائِكَةَ ،
وَالْيَهُودُ تَعْبُدُ
عُزَيْرًا ،
وَالنَّصَارَى تَعْبُدُ
عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) ، فَعَجِبَ
الْوَلِيدُ ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ فِي الْمَجْلِسِ مِنْ قَوْلِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزِّبَعْرَى ، وَرَأَوْا أَنَّهُ قَدْ احْتَجَّ وَخَاصَمَ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْلِ
ابْنِ الزِّبَعْرَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إنَّ ) كُلَّ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُعْبَدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَهُوَ مَعَ مَنْ عَبَدَهُ ، إنَّهُمْ إنَّمَا يَعْبُدُونَ الشَّيَاطِينَ ، وَمَنْ أَمَرَتْهُمْ بِعِبَادَتِهِ
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ :
[ ص: 360 ] nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ أَيْ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ،
وَعُزَيْرًا ، وَمَنْ عُبِدُوا مِنْ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ الَّذِينَ مَضَوْا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ ، فَاِتَّخَذَهُمْ مَنْ يَعْبُدُهُمْ مِنْ أَهْلِ الضَّلَالَةِ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ .
وَنَزَلَ فِيمَا يَذْكُرُونَ ، أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ الْمَلَائِكَةَ ، وَأَنَّهَا بَنَاتُ اللَّهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=26وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ إلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=29وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ
وَنَزَلَ فِيمَا ذُكِرَ مِنْ أَمْرِ
عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ أَنَّهُ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، وَعَجَبِ
الْوَلِيدِ وَمَنْ حَضَرَهُ مِنْ حُجَّتِهِ وَخُصُومَتِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ أَيْ يَصُدُّونَ عَنْ أَمْرِكَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ
ثُمَّ ذَكَرَ
عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=59إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ أَيْ مَا وَضَعْتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ الْآيَاتِ مِنْ إحْيَاءِ الْمَوْتَى ، وَإِبْرَاءِ الْأَسْقَامِ ، فَكَفَى بِهِ دَلِيلًا عَلَى عِلْمِ السَّاعَةِ ، يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=61فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ