nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29007إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون هذه الجملة بدل اشتمال من جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=7لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون فإن انتفاء إيمانهم يشتمل على ما تضمنته هذه الآية من جعل أغلال في أعناقهم حقيقة أو تمثيلا .
والجعل : تكوين الشيء ، أي جعلنا حالهم كحال من في أعناقهم أغلال فهي إلى الأذقان فهم مقمحون ، فيجوز أن يكون تمثيلا بأن شبهت حالة إعراضهم عن
nindex.php?page=treesubj&link=18648_29641_28655_28631التدبر في القرآن ودعوة الإسلام والتأمل في حججه الواضحة بحال قوم جعلت في أعناقهم أغلال غليظة ترتفع إلى أذقانهم فيكونون كالمقمحين ، أي الرافعين رءوسهم الغاضين أبصارهم لا يلتفتون يمينا ولا شمالا فلا ينظرون إلى شيء مما حولهم فتكون تمثيلية .
وذكر
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8فهي إلى الأذقان لتحقيق كون الأغلال ملزوزة إلى عظام الأذقان بحيث إذا أراد المغلول منهم الالتفات أو أن يطأطئ رأسه وجعه ذقنه فلازم السكون ، وهذه حالة تخييل هذه الأغلال وليس كل الأغلال مثل هذه الحالة .
وهذا التمثيل قابل لتوزيع أجزاء المركب التمثيلي إلى تشبيه كل جزء من الحالين بجزء من الحالة الأخرى بأن يشبه ما في نفوسهم من النفور عن الخير بالأغلال ، ويشبه إعراضهم عن التأمل والإنصاف بالإقماح .
[ ص: 350 ] فالفاء في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8فهي إلى الأذقان عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8جعلنا في أعناقهم أغلالا ، أي جعلنا أغلالا ، أي فأبلغناها إلى الأذقان .
والجعل : هنا حقيقة وهو ما خلق في نفوسهم من خلق التكبر والمكابرة .
والأغلال : جمع غل بضم الغين ، وهو حلقة عريضة من حديد كالقلادة ذات أضلاع من إحدى جهاتها وطرفين يقابلان أضلاعهما فيهما أثقاب متوازية تشد الحلقة من طرفيها على رقبة المغلول بعمود من حديد له رأس كالكرة الصغيرة يسقط ذلك العمود في الأثقاب فإذا انتهى إلى رأسه الذي كالكرة استقر ليمنع الغل من الانحلال والتفلت ، وتقدم عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5وأولئك الأغلال في أعناقهم في سورة الرعد .
والفاء في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8فهم مقمحون تفريع على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8فهي إلى الأذقان .
والمقمح : بصيغة اسم المفعول المجعول قامحا ، أي رافعا رأسه ناظرا إلى فوقه يقال : قمحه الغل ، إذ جعل رأسه مرفوعا وغض بصره ، فمدلوله مركب من شيئين . والأذقان : جمع ذقن بالتحريك ، وهو مجتمع اللحيين . وتقدم في الإسراء .
ويجوز أن يكون قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا إلخ وعيدا بما سيحل بهم يوم القيامة حين يساقون إلى جهنم في الأغلال كما أشار إليه قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=71إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون في سورة غافر ، فيكون فعل " جعلنا " مستقبلا وعبر عنه بصيغة الماضي لتحقيق وقوعه كقوله تعالى "
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله " أي : سنجعل في أعناقهم أغلالا .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29007إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهْيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ هَذِهِ الْجُمْلَةُ بَدَلُ اشْتِمَالٍ مِنْ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=7لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ فَإِنَّ انْتِفَاءَ إِيمَانِهِمْ يَشْتَمِلُ عَلَى مَا تَضَمَّنَتْهُ هَذِهِ الْآيَةُ مِنْ جَعْلِ أَغْلَالٍ فِي أَعْنَاقِهِمْ حَقِيقَةً أَوْ تَمْثِيلًا .
وَالْجَعْلُ : تَكْوِينُ الشَّيْءِ ، أَيْ جَعَلْنَا حَالَهُمْ كَحَالِ مَنْ فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالٌ فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمِحُونَ ، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ تَمْثِيلًا بِأَنْ شُبِّهَتْ حَالَةُ إِعْرَاضِهِمْ عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=18648_29641_28655_28631التَّدَبُّرِ فِي الْقُرْآنِ وَدَعْوَةِ الْإِسْلَامِ وَالتَّأَمُّلِ فِي حُجَجِهِ الْوَاضِحَةِ بِحَالِ قَوْمٍ جُعِلَتْ فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالٌ غَلِيظَةٌ تَرْتَفِعُ إِلَى أَذْقَانِهِمْ فَيَكُونُونَ كَالْمُقْمَحِينَ ، أَيِ الرَّافِعِينَ رُءُوسَهُمُ الْغَاضِّينَ أَبْصَارَهُمْ لَا يَلْتَفِتُونَ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا فَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى شَيْءٍ مِمَّا حَوْلَهُمْ فَتَكُونُ تَمْثِيلِيَّةً .
وَذَكَرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ لِتَحْقِيقِ كَوْنِ الْأَغْلَالِ مَلْزُوزَةً إِلَى عِظَامِ الْأَذْقَانِ بَحَيْثُ إِذَا أَرَادَ الْمَغْلُولُ مِنْهُمُ الِالْتِفَاتَ أَوْ أَنْ يُطَأْطِئَ رَأْسَهُ وَجِعَهُ ذَقَنُهُ فَلَازَمَ السُّكُونَ ، وَهَذِهِ حَالَةُ تَخْيِيلِ هَذِهِ الْأَغْلَالِ وَلَيْسَ كُلُّ الْأَغْلَالِ مِثْلَ هَذِهِ الْحَالَةِ .
وَهَذَا التَّمْثِيلُ قَابِلٌ لِتَوْزِيعِ أَجْزَاءِ الْمَرْكَّبِ التَّمْثِيلِيِّ إِلَى تَشْبِيهِ كُلِّ جُزْءٍ مِنَ الْحَالَيْنِ بِجُزْءٍ مِنَ الْحَالَةِ الْأُخْرَى بِأَنْ يُشَبَّهَ مَا فِي نُفُوسِهِمْ مِنَ النُّفُورِ عَنِ الْخَيْرِ بِالْأَغْلَالِ ، وَيُشَبَّهُ إِعْرَاضُهُمْ عَنِ التَّأَمُّلِ وَالْإِنْصَافِ بِالْإِقْمَاحِ .
[ ص: 350 ] فَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا ، أَيْ جَعَلْنَا أَغْلَالًا ، أَيْ فَأَبْلَغْنَاهَا إِلَى الْأَذْقَانِ .
وَالْجَعْلُ : هُنَا حَقِيقَةٌ وَهُوَ مَا خُلِقَ فِي نُفُوسِهِمْ مِنْ خُلُقِ التَّكَبُّرِ وَالْمُكَابَرَةِ .
وَالْأَغْلَالُ : جَمَعُ غُلٍّ بِضَمِّ الْغَيْنِ ، وَهُوَ حَلْقَةٌ عَرِيضَةٌ مِنْ حَدِيدٍ كَالْقِلَادَةِ ذَاتُ أَضْلَاعٍ مِنْ إِحْدَى جِهَاتِهَا وَطَرَفَيْنِ يُقَابِلَانِ أَضْلَاعَهُمَا فِيهِمَا أَثْقَابٌ مُتَوَازِيَةٌ تَشُدُّ الْحَلْقَةُ مِنْ طَرَفَيْهَا عَلَى رَقَبَةِ الْمَغْلُولِ بِعَمُودٍ مِنْ حَدِيدٍ لَهُ رَأْسٌ كَالْكُرَةِ الصَّغِيرَةِ يَسْقُطُ ذَلِكَ الْعَمُودُ فِي الْأَثْقَابِ فَإِذَا انْتَهَى إِلَى رَأْسِهِ الَّذِي كَالْكُرَةِ اسْتَقَرَّ لِيَمْنَعَ الْغُلَّ مِنَ الِانْحِلَالِ وَالتَّفَلُّتِ ، وَتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=5وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ فِي سُورَةِ الرَّعْدِ .
وَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8فَهُمْ مُقْمَحُونَ تَفْرِيعٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ .
وَالْمُقْمَحُ : بِصِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ الْمَجْعُولِ قَامِحًا ، أَيْ رَافِعًا رَأْسَهُ نَاظِرًا إِلَى فَوْقِهِ يُقَالُ : قَمَحَهُ الْغِلُّ ، إِذْ جَعَلَ رَأَسَهُ مَرْفُوعًا وَغَضَّ بَصَرَهُ ، فَمَدْلُولُهُ مُرَكَّبٌ مِنْ شَيْئَيْنِ . وَالْأَذْقَانُ : جَمَعُ ذَقَنٍ بِالتَّحْرِيكِ ، وَهُوَ مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْنِ . وَتَقَدَّمَ فِي الْإِسْرَاءِ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا إِلَخْ وَعِيدًا بِمَا سَيَحِلُّ بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُسَاقُونَ إِلَى جَهَنَّمَ فِي الْأَغْلَالِ كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=71إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ فِي سُورَةِ غَافِرٍ ، فَيَكُونُ فِعْلُ " جَعَلْنَا " مُسْتَقْبَلًا وَعُبِّرَ عَنْهُ بِصِيغَةِ الْمَاضِي لِتَحْقِيقِ وُقُوعِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى "
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ " أَيْ : سَنَجْعَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا .