nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29007_30549_19881وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا هذا ارتقاء في حرمانهم من الاهتداء لو أرادوا تأملا بأن فظاظة قلوبهم لا تقبل الاستنتاج من الأدلة والحجج بحيث لا يتحولون عما هم فيه ، فمثلت حالهم بحالة من جعلوا بين سدين ، أي جدارين : سدا أمامهم ، وسدا خلفهم ، فلو راموا
[ ص: 351 ] تحولا عن مكانهم وسعيهم إلى مرادهم لما استطاعوه كقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=67فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون ، وقول
أبي الشيص :
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي متأخر عنه ولا متقدم
وقد صرح بذلك في قول .
ومن الحوادث لا أبالك أننـي ضربت علي الأرض بالأسداد
لا أهتدي فيها لموضع تلـعة بين العذيب وبين أرض مراد
وتقدم السد في سورة الكهف .
وفي مفاتيح الغيب : مانع الإيمان : إما أن يكون في النفس ، وإما أن يكون خارجا عنها . ولهم المانعان جميعا : أما في النفس فالغل ، وأما من الخارج فالسد فلا يقع نظرهم على أنفسهم فيروا الآيات التي في أنفسهم لأن المقمح لا يرى نفسه ، ولا يقع نظرهم على الآفاق لأن من بين السدين لا يبصرون الآفاق فلا تتبين لهم الآيات كما قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=53سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم .
وإعادة فعل و " جعلنا " على الوجه الأول في معنى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا الآية ، تأكيد لهذا الجعل ، وأما على الوجه الثاني في معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فإعادة فعل و " جعلنا " لأنه جعل حاصل في الدنيا فهو مغاير للجعل الحاصل يوم القيامة .
nindex.php?page=treesubj&link=28919وقرأ الجمهور " سدا " بالضم وهو اسم الجدار الذي يسد بين داخل وخارج
nindex.php?page=treesubj&link=28938_28934_28943_28935 . وقرأ حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص وخلف بالفتح وهو مصدر سمي به ما يسد به .
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29007_30549_19881وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سُدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سُدًّا هَذَا ارْتِقَاءٌ فِي حِرْمَانِهِمْ مِنَ الِاهْتِدَاءِ لَوْ أَرَادُوا تَأَمُّلًا بِأَنَّ فَظَاظَةَ قُلُوبِهِمْ لَا تَقْبَلُ الِاسْتِنْتَاجَ مِنَ الْأَدِلَّةِ وَالْحُجَجِ بِحَيْثُ لَا يَتَحَوَّلُونَ عَمَّا هُمْ فِيهِ ، فَمُثِّلَتْ حَالُهُمْ بِحَالَةِ مَنْ جُعِلُوا بَيْنَ سَدَّيْنِ ، أَيْ جِدَارَيْنِ : سَدًّا أَمَامَهُمْ ، وَسَدًّا خَلْفَهُمْ ، فَلَوْ رَامُوا
[ ص: 351 ] تَحَوُّلًا عَنْ مَكَانِهِمْ وَسَعْيَهِمْ إِلَى مُرَادِهِمْ لَمَا اسْتَطَاعُوهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=67فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ ، وَقَوْلِ
أَبِي الشِّيصِ :
وَقَفَ الْهَوَى بِي حَيْثُ أَنْتَ فَلَيْسَ لِي مُتَأَخَّرٌ عَنْهُ وَلَا مُتَقَدَّمُ
وَقَدْ صُرِّحَ بِذَلِكَ فِي قَوْلِ .
وَمِنَ الْحَوَادِثِ لَا أَبَالَكَ أَنَنِـي ضُرِبَتْ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِالْأَسْدَادِ
لَا أَهْتَدِي فِيهَا لِمَوْضِعِ تَلْـعَةِ بَيْنَ الْعَذِيبِ وَبَيْنَ أَرْضِ مُرَادِ
وَتَقَدَّمَ السَّدُّ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ .
وَفِي مَفَاتِيحِ الْغَيْبِ : مَانِعُ الْإِيمَانِ : إِمَّا أَنْ يَكُونَ فِي النَّفْسِ ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ خَارِجًا عَنْهَا . وَلَهُمُ الْمَانِعَانِ جَمِيعًا : أَمَّا فِي النَّفْسِ فَالْغُلُّ ، وَأَمَّا مِنَ الْخَارِجِ فَالسَّدُّ فَلَا يَقَعُ نَظَرُهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَيَرَوُا الْآيَاتِ الَّتِي فِي أَنْفُسِهِمْ لِأَنَّ الْمُقْمَحَ لَا يَرَى نَفْسَهُ ، وَلَا يَقَعُ نَظَرُهُمْ عَلَى الْآفَاقِ لِأَنَّ مَنْ بَيْنَ السَّدَّيْنِ لَا يُبْصِرُونَ الْآفَاقَ فَلَا تَتَبَيَّنُ لَهُمُ الْآيَاتُ كَمَا قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=53سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ .
وَإِعَادَةُ فَعْلِ وَ " جَعَلْنَا " عَلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا الْآيَةَ ، تَأْكِيدٌ لِهَذَا الْجَعْلِ ، وَأَمَّا عَلَى الْوَجْهِ الثَّانِي فِي مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=8إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَإِعَادَةُ فِعْلِ وَ " جَعَلْنَا " لِأَنَّهُ جَعْلٌ حَاصِلٌ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ مُغَايِرٌ لِلْجَعْلِ الْحَاصِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28919وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ " سُدًّا " بِالضَّمِّ وَهُوَ اسْمُ الْجِدَارِ الَّذِي يَسُدُّ بَيْنَ دَاخِلٍ وَخَارِجٍ
nindex.php?page=treesubj&link=28938_28934_28943_28935 . وَقَرَأَ حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ وَخَلَفٌ بِالْفَتْحِ وَهُوَ مَصْدَرٌ سُمِّيَ بِهِ مَا يُسَدُّ بِهِ .