[ ص: 418 ] القبلة : الجهة التي يستقبلها الإنسان ، وهي من المقابلة . وقال قطرب : يقولون في كلامهم ليس له قبلة ، أي جهة يأوي إليها . وقال غيره : إذا تقابل رجلان ، فكل واحد منهما قبلة الآخر . وجاءت القبلة وإن أريد بها الجهة على وزن الهيئات ، كالقعدة والجلسة . الوسط : اسم لما بين الطرفين وصف به ، فأطلق على الخيار من الشيء ; لأن الأطراف يتسارع إليها الخلل ، ولكونه اسما كان للواحد والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد . وقال حبيب : كانت هي الوسط المحمي ، فاكتنفت بها الحوادث حتى أصبحت طرفا . ووسط الوادي : خير موضع فيه ، وأكثره كلأ وماء . ويقال : فلان من أوسط قومه ، وأنه لواسطة قومه ، ووسط قومه : أي من خيارهم ، وأهل الحسب فيهم . وقال زهير :
وهم وسط يرضى الأنام بحكمهم إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم
وقد وسط سطة ووساطة ، وقال :
وكن من الناس جميعا وسطا
وأما وسط - بسكون السين - فهو طرف المكان ، وله أحكام مذكورة في النحو . أضاع الرجل الشيء : أهمله ولم يحفظه ، والهمزة فيه للنقل من ضاع يضيع ضياعا ، وضاع المسك يضوع : فاح . الانقلاب : الانصراف والارتجاع ، وهو للمطاوعة ، قلبته فانقلب . عقب الرجل : معروف ، والعقب : النسل ، ويقال : عقب - بسكون القاف - . الرأفة والرحمة : متقاربان في المعنى . وقيل : الرأفة أشد الرحمة ، واسم الفاعل جاء للمبالغة على فعول كضروب ، وجاء على فعل كحذر ، وجاء على فعل كندس ، وجاء على فعل كصعب . التقلب : التردد ، وهو للمطاوعة ، قلبته فتقلب . الشطر : النصف ، والجزء من الشيء والجهة ، قال الشاعر :
ألا من مبلغ عني رسولا وما تغني الرسالة شطر عمرو
أي نحوه ، وقال الشاعر :
أقول لأم زنباع أقيمي صدور العيس شطر بني تميم
( وقال ) :
وقد أظلكم من شطر ثغركم هول له ظلم يغشاكم قطعا
وقال : ابن أحمر
تعدو بنا شطر نجد وهي عاقدة قد كارب العقد من إيقاده الحقبا
وقال آخر :
وأظعن بالقوم شطر الملوك
أي نحوهم ، وقال :
إن العشير بها داء مخامرها وشطرها نظر العينين مسجور
ويقال : شطر عنه : بعد ، وشطر إليه : أقبل ، والشاطر من الشباب : البعيد من الجيران ، الغائب عن منزله . يقال : شطر شطورا ، والشطير : البعيد ، منزل شطير : أي بعيد . الحرام والحرم والحرم : الممتنع ، وقد تقدم [ ص: 419 ] الكلام في ذلك في قوله : ( وهو محرم عليكم إخراجهم ) الامتراء : افتعال من المرية ، وهي الشك . امترى في الشيء : شك فيه ، ومنه المراء . ماريته أي جادلته وشاككته فيما يدعيه . وافتعل : بمعنى تفاعل . تقول : تمارينا وامترينا فيه ، كقولك : تحاورنا واحتورنا . وجهة ، قال قوم ، منهم المازني والمبرد والفارسي : إن وجهة اسم للمكان المتوجه إليه ، فعلى هذا يكون إثبات الواو أصلا ، إذ هو اسم غير مصدر . قال : ولو بنيت فعلة من الوعد لقلت وعدة ، ولو بنيت مصدرا لقلت عدة . وذهب قوم ، منهم سيبويه المازني ، فيما نقل المهدوي إلى أنه مصدر ، وهو الذي يظهر من كلام . قال ، بعد ما ذكر حذف الواو من المصادر ، وقد أ ثبتوا فقالوا : وجهة في الجهة ، فعلى هذا يكون إثبات الواو شاذا ، منبهة على الأصل المتروك في المصادر . والذي سوغ عندي إقرار الواو - وإن كان مصدرا - أنه مصدر ليس بجار على فعله ، إذ لا يحفظ وجه يجه ، فيكون المصدر جهة . قالوا : وعد يعد عدة ، إذ الموجب لحذف الواو من عدة هو الحمل على المضارع ; لأن حذفها في المضارع لعلة مفقودة في المصدر . ولما فقد يجه ، ولم يسمع ، لم يحذف من وجهة ، وإن كان مصدرا ; لأنه ليس مصدرا ليجه ، وإنما هو مصدر على حذف الزوائد ; لأن الفعل منه : توجه واتجه . فالمصدر الجاري هو التوجه والاتجاه ، وإطلاقه على المكان المتوجه إليه هو من باب إطلاق المصدر على اسم المفعول . سيبويه
الاستباق : افتعال من السبق ، وهو الوصول إلى الشيء أولا ، ويكون افتعل منه ، إما لموافقة المجرد ، فيكون معناه ومعنى سبق واحدا ، أو لموافقة تفاعل ، فيكون استبق وتسابق بمعنى واحد . الخيرات : جمع خيرة ، ويحتمل أن يكون بناء على فعلة ، أو بناء على فيعلة ، فحذف منه ، كالميتة واللينة . وقد تقدم القول في هذا الحذف ، قالوا : رجل خير ، وامرأة خيرة ، كما قالوا : رجل شر ، وامرأة شرة ، ولا يكونان إذ ذاك أفعل التفضيل . الجوع : القحط ، وأما الحاجة إلى الأكل فإنما اسمها : الغرث . يقال : غرث يغرث غرثا ، فهو غرث وغرثان ، قال :
مغرثة زرقا كأن عيونها من الذمر والإيحاء نوار عضرس
وقد استعمل المحدثون في الغرث : الجوع اتساعا .