nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29025_32016_31843كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=21فكيف كان عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=22ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=23كذبت ثمود بالنذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26سيعلمون غدا من الكذاب الأشر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27إنا مرسلو الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=29فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=30فكيف كان عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=32ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=33كذبت قوم لوط بالنذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=34إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=35نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=36ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=37ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=38ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=39فذوقوا عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=40ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18كذبت عاد هم
قوم عاد nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18فكيف كان عذابي ونذر أي فاسمعوا كيف كان عذابي لهم وإنذاري إياهم ، و " نذر " مصدر بمعنى إنذار كما تقدم تحقيقه ، والاستفهام للتهويل والتعظيم .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا هذه الجملة مبينة لما أجمله سابقا من العذاب ، والصرصر شدة البرد : أي ريحا شديدة البرد ، وقيل الصرصر شدة الصوت ، وقد تقدم بيانه في سورة " حم " السجدة
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19في يوم نحس مستمر أي دائم الشؤم استمر عليهم بنحوسه ، وقد كانوا يتشاءمون بذلك اليوم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : قيل في يوم الأربعاء في آخر الشهر .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19في يوم نحس بإضافة يوم إلى نحس مع سكون الحاء ، وهو من إضافة الموصوف إلى الصفة ، أو على تقدير مضاف أي في يوم عذاب نحس .
وقرأ
الحسن بتنوين " يوم " على أن " نحس " صفة له .
وقرأ
هارون بكسر الحاء .
قال
الضحاك : كان ذلك اليوم مرا عليهم .
وكذا حكى
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي عن قوم أنهم قالوا : هو من المرارة ، وقيل هو من المرة بمعنى القوة : أي في يوم قوي الشؤم مستحكمه كالشيء المحكم الفتل الذي لا يطاق نقضه ، والظاهر أنه من الاستمرار ، لا من المرارة ولا من المرة : أي دام عليهم العذاب فيه حتى أهلكهم ، وشمل بهلاكه كبيرهم وصغيرهم .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20تنزع الناس في محل نصب على أنها صفة ل " ريحا " أو حال منها ، ويجوز أن يكون استئنافا : أي تقلعهم من الأرض من تحت أقدامهم اقتلاع النخلة من أصلها .
قال
مجاهد : كانت تقلعهم من الأرض فترمي بهم على رؤوسهم فتدق أعناقهم وتبين رؤوسهم من أجسادهم ، وقيل تنزع الناس من البيوت ، وقيل من قبورهم لأنهم حفروا حفائر ودخلوها
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20كأنهم أعجاز نخل منقعر الأعجاز جمع عجز ، وهو مؤخر الشيء ، والمنقعر : المنقطع المنقلع من أصله ، يقال قعرت النخلة : إذا قلعتها من أصلها حتى تسقط ، شبههم في طول قاماتهم حين صرعتهم الريح وطرحتهم على وجوههم بالنخل الساقط على الأرض التي ليست لها رؤوس ، وذلك أن الريح قلعت رؤوسهم أولا ثم كبتهم على وجوههم وتذكير منقعر مع كونه صفة لأعجاز نخل وهي مؤنثة اعتبارا باللفظ ويجوز تأنيثه اعتبارا بالمعنى كما قال
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7أعجاز نخل خاوية [ الحاقة : 7 ] قال المبرد : كل ما ورد عليك من هذا الباب إن شئت رددته إلى اللفظ تذكيرا أو إلى المعنى تأنيثا .
وقيل إن النخل والنخيل يذكر ويؤنث .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18فكيف كان عذابي ونذر قد تقدم تفسيره
[ ص: 1430 ] قريبا .
وكذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=17ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر .
ثم لما ذكر سبحانه تكذيب عاد أتبعه بتكذيب
ثمود فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=29025_31845_31846_31847كذبت ثمود بالنذر يجوز أن يكون جمع نذير : أي كذبت بالرسل المرسلين إليهم ، ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى الإنذار : أي كذبت بالإنذار الذي أنذروا به ، وإنما كان تكذيبهم لرسولهم وهو
صالح تكذيبا للرسل ، لأن من كذب واحدا من الأنبياء فقد كذب سائرهم لاتفاقهم في الدعوة إلى كليات الشرائع .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه الاستفهام للإنكار : أي كيف نتبع بشرا كائنا من جنسنا منفردا وحده لا متابع له على ما يدعو إليه .
قرأ الجمهور بنصب " بشرا " على الاشتغال : أي أنتبع بشرا واحدا .
وقرأ
أبو السماك ،
nindex.php?page=showalam&ids=12111والداني ،
nindex.php?page=showalam&ids=11825وأبو الأشهب ،
وابن السميفع بالرفع على الابتداء ، و " واحدا " صفته ، و " نتبعه " خبره .
وروي عن
أبي السماك أنه قرأ برفع " بشرا " ونصب " واحدا " على الحال
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24إنا إذا لفي ضلال أي إنا إذا اتبعناه لفي خطأ وذهاب عن الحق وسعر أي عذاب وعناء وشدة كذا قال
الفراء وغيره .
وقال
أبو عبيدة : هو جمع سعير ، وهو لهب النار ، والسعر : الجنون يذهب كذا وكذا لما يلتهب به من الحدة .
وقال
مجاهد : وسعر وبعد عن الحق .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : في احتراق ، وقيل المراد به هنا الجنون ، من قولهم : ناقة مسعورة : أي كأنها من شدة نشاطها مجنونة ، ومنه قول الشاعر يصف ناقة :
تخال بها سعرا إذا السعر هزها ذميل وإيقاع من السير متعب
ثم كرروا الإنكار والاستبعاد فقالوا : 25 -
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أؤلقي الذكر عليه من بيننا أي كيف خص من بيننا بالوحي والنبوة ، وفينا من هو أحق بذلك منه ؟ ثم أضربوا عن الاستنكار وانتقلوا إلى الجزم بكونه كذابا أشرا فقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25بل هو كذاب أشر والأشر : المرح والنشاط ، أو البطر والتكبر ، وتفسيره بالبطر والتكبر أنسب بالمقام ، ومنه قول الشاعر :
أشرتم بلبس الخز لما لبستم ومن قبل لا تدرون من فتح القرى
قرأ الجمهور أشر كفرح .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12135أبو قلابة ،
وأبو جعفر بفتح الشين وتشديد الراء على أنه أفعل تفضيل .
ونقل
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي عن
مجاهد أنه قرأ بضم الشين مع فتح الهمزة .
ثم أجاب سبحانه عليهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26سيعلمون غدا من الكذاب الأشر والمراد بقوله غدا وقت نزول العذاب بهم في الدنيا ، أو في يوم القيامة جريا على عادة الناس في التعبير بالغد عن المستقبل من الأمر وإن بعد ، كما في قولهم : إن مع اليوم غدا ، وكما في قول
الحطيئة :
للموت فيها سهام غير مخطئة من لم يكن ميتا في اليوم مات غدا
ومنه قول
أبي الطرماح :
ألا عللاني قبل نوح النوائح وقبل اضطراب النفس بين الجوانح
وقبل غد يا لهف نفسي على غد إذا راح أصحابي ولست برائح
قرأ الجمهور " سيعلمون " بالتحتية ، إخبار من الله سبحانه
لصالح عن وقوع العذاب عليهم بعد مدة .
وقرأ
أبو عمرو وابن عامر وحمزة بالفوقية على أنه خطاب من
صالح لقومه .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27إنا مرسلو الناقة مستأنفة لبيان ما تقدم إجماله من الوعيد : أي إنا مخرجوها من الصخرة على حسب ما اقترحوه
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27فتنة لهم أي ابتلاء وامتحانا ، وانتصاب " فتنة " على العلة فارتقبهم أي انتظر ما يصنعون واصطبر على ما يصيبك من الأذى منهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28ونبئهم أن الماء قسمة بينهم أي بين
ثمود وبين الناقة ، لها يوم ولهم يوم ، كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=155لها شرب ولكم شرب يوم معلوم [ الشعراء : 155 ] وقال : نبئهم بضمير العقلاء تغليبا
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28كل شرب محتضر الشرب بكسر الشين الحظ من الماء .
ومعنى محتضر : أنه يحضره من هو له ، فالناقة تحضره يوما وهم يحضرونه يوما .
قال
مجاهد : إن
ثمود يحضرون الماء يوم نوبتهم ، فيشربون ويحضرون يوم نوبتها فيحتلبون .
قرأ الجمهور " قسمة " بكسر القاف بمعنى مقسوم ، وقرأ
أبو عمرو في رواية عنه بفتحها .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=29فنادوا صاحبهم أي نادى
ثمود صاحبهم وهو
قدار بن سالف nindex.php?page=treesubj&link=31845_31846عاقر الناقة يحضونه على عقرها
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=29فتعاطى فعقر أي تناول الناقة بالعقر فعقرها ، أو اجترأ على تعاطي أسباب العقر فعقر .
قال
محمد بن إسحاق : كمن لها في أصل شجرة على طريقها ، فرماها بسهم فانتظم به عضلة ساقها ، ثم شد عليها بالسيف فكسر عرقوبها ثم نحرها والتعاطي : تناول الشيء بتكلف .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18فكيف كان عذابي ونذر قد تقدم تفسيره في هذه السورة .
ثم بين ما أجمله من العذاب فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة قال
عطاء : يريد صيحة
جبريل ، وقد مضى بيان هذا في سورة هود وفي الأعراف
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31فكانوا كهشيم المحتظر قرأ الجمهور بكسر الظاء ، والهشيم : حطام الشجر ويابسه ، والمحتظر : صاحب الحظيرة ، وهو الذي يتخذ لغنمه حظيرة تمنعها عن برد الريح ، يقال احتظر على غنمه : إذا جمع الشجر ووضع بعضه فوق بعض .
قال في الصحاح : والمحتظر : الذي يعمل الحظيرة .
وقرأ
الحسن ،
وقتادة ،
وأبو العالية بفتح الظاء : أي كهشيم الحظيرة ، فمن قرأ بالكسر أراد الفاعل للاحتظار ، ومن قرأ بالفتح أراد الحظيرة ، وهي فعيلة بمعنى مفعولة ، ومعنى الآية أنهم صاروا كالشجر إذا يبس في الحظيرة وداسته الغنم بعد سقوطه ، ومنه قول الشاعر :
أثرن عجاجه كدخان نار تشب بغرقد بال هشيم
وقال
قتادة : هو العظام النخرة المحترقة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : هو التراب المتناثر من الحيطان في يوم ريح .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري : هو ما يتناثر من الحظيرة إذا ضربتها بالعصي .
قال
ابن زيد : العرب تسمي كل شيء كان رطبا فيبس هشيما ، ومنه قول الشاعر :
ترى جيف المطي بجانبيه كأن عظامها خشب الهشيم
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=22ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر قد تقدم تفسير هذا في هذه السورة .
ثم أخبر سبحانه عن
قوم لوط بأنهم كذبوا رسل الله كما كذبهم غيرهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=29025_33955_31880_31881كذبت قوم لوط بالنذر وقد تقدم تفسير النذر قريبا .
ثم بين سبحانه
[ ص: 1431 ] ما عذبهم به فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=34إنا أرسلنا عليهم حاصبا أي ريحا ترميهم بالحصباء ، وهي الحصى .
قال
أبو عبيدة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15409والنضر بن شميل : الحاصب : الحجارة في الريح .
قال في الصحاح : الحاصب الريح الشديدة التي تثير الحصباء ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
مستقبلين شمال الشام يضربها بحاصب كنديف القطن منثور
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=34إلا آل لوط نجيناهم بسحر يعني
لوطا ومن تبعه ، والسحر آخر الليل ، وقيل هو في كلام العرب اختلاط سواد الليل ببياض أول النهار ، وانصرف " سحر " لأنه نكرة لم يقصد به سحر ليلة معينة ، ولو قصد معينا لامتنع .
كذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ،
والأخفش وغيرهما .
وانتصاب
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=35نعمة من عندنا على العلة ، أو على المصدرية : أي إنعاما منا على
لوط ومن تبعه
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=35كذلك نجزي من شكر أي مثل ذلك الجزاء نجزي من شكر نعمتنا ولم يكفرها .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=36ولقد أنذرهم بطشتنا أي أنذر
لوط قومه بطشة الله بهم وهي عذابه الشديد وعقوبته البالغة
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=36فتماروا بالنذر أي شكوا في الإنذار ولم يصدقوه ، وهو تفاعلوا من المرية ، وهي الشك .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=37ولقد راودوه عن ضيفه أي أرادوا منه تمكينهم ممن أتاه من الملائكة ليفجروا بهم كما هو دأبهم ، يقال راودته عن كذا مراودة وروادا : أي أردته ، وراد الكلام يروده رودا : أي طلبه ، وقد تقدم تفسير المراودة مستوفى في سورة هود
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=37فطمسنا أعينهم أي صيرنا أعينهم ممسوحة لا يرى لها شق كما تطمس الريح الأعلام بما تسفي عليها من التراب .
وقيل أذهب الله نور أبصارهم مع بقاء الأعين على صورتها .
قال
الضحاك طمس الله على أبصارهم فلم يروا الرسل فرجعوا
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=39فذوقوا عذابي ونذر قد تقدم تفسيره في هذه السورة .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=38ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر أي أتاهم صباحا عذاب مستقر بهم نازل عليهم لا يفارقهم ولا ينفك عنهم .
قال
مقاتل : استقر بهم العذاب بكرة ، وانصراف " بكرة " لكونه لم يرد بها وقتا بعينه كما سبق في " بسحر " .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=39فذوقوا عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=40ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر قد تقدم تفسير هذا في هذه السورة ، ولعل وجه تكرير تيسير القرآن للذكر في هذه السورة الإشعار بأنه منة عظيمة لا ينبغي لأحد أن يغفل عن شكرها .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا قال : باردة
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19في يوم نحس قال أيام شداد .
وأخرج
ابن المنذر ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021513يوم الأربعاء يوم نحس مستمر وأخرجه عنه
ابن مردويه من وجه آخر مرفوعا .
وأخرجه
ابن مردويه عن علي مرفوعا .
وأخرجه
ابن مردويه أيضا عن
أنس مرفوعا ، وفيه
قيل : وكيف ذاك يا رسول الله ؟ قال : أغرق الله فيه فرعون وقومه ، وأهلك فيه عادا وثمود .
وأخرج
ابن مردويه ،
والخطيب بسند قال
السيوطي : ضعيف عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021514آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر .
وأخرج
ابن المنذر عنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20كأنهم أعجاز نخل قال : أصول النخل منقعر قال : منقلع .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه أيضا في الآية قال : أعجاز سواد النخل .
وأخرج
ابن المنذر عنه أيضا " وسعر " قال شقاء .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر عنه أيضا قال
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31كهشيم المحتظر قال : كحظائر من الشجر محترقة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه أيضا في الآية قال : كالعظام المحترقة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن المنذر عنه قال : كالحشيش تأكله الغنم .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29025_32016_31843كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=21فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=22وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=23كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=29فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=30فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=32وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=33كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=34إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=35نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=36وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=37وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=38وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=39فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=40وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18كَذَّبَتْ عَادٌ هُمْ
قَوْمُ عَادٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ أَيْ فَاسْمَعُوا كَيْفَ كَانَ عَذَابِي لَهُمْ وَإِنْذَارِي إِيَّاهُمْ ، وَ " نُذُرِ " مَصْدَرٌ بِمَعْنَى إِنْذَارٍ كَمَا تَقَدَّمَ تَحْقِيقُهُ ، وَالِاسْتِفْهَامُ لِلتَّهْوِيلِ وَالتَّعْظِيمِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا هَذِهِ الْجُمْلَةُ مُبَيِّنَةٌ لِمَا أَجْمَلَهُ سَابِقًا مِنَ الْعَذَابِ ، وَالصَّرْصَرُ شِدَّةُ الْبَرْدِ : أَيْ رِيحًا شَدِيدَةَ الْبَرْدِ ، وَقِيلَ الصَّرْصَرُ شِدَّةُ الصَّوْتِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي سُورَةِ " حم " السَّجْدَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ أَيْ دَائِمِ الشُّؤْمِ اسْتَمَرَّ عَلَيْهِمْ بِنُحُوسِهِ ، وَقَدْ كَانُوا يَتَشَاءَمُونَ بِذَلِكَ الْيَوْمِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : قِيلَ فِي يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ فِي آخِرِ الشَّهْرِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19فِي يَوْمِ نَحْسٍ بِإِضَافَةِ يَوْمٍ إِلَى نَحْسٍ مَعَ سُكُونِ الْحَاءِ ، وَهُوَ مِنْ إِضَافَةِ الْمَوْصُوفِ إِلَى الصِّفَةِ ، أَوْ عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ أَيْ فِي يَوْمِ عَذَابِ نَحْسٍ .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ بِتَنْوِينِ " يَوْمٍ " عَلَى أَنَّ " نَحْسٍ " صِفَةٌ لَهُ .
وَقَرَأَ
هَارُونُ بِكَسْرِ الْحَاءِ .
قَالَ
الضَّحَّاكُ : كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ مُرًّا عَلَيْهِمْ .
وَكَذَا حَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ عَنْ قَوْمٍ أَنَّهُمْ قَالُوا : هُوَ مِنَ الْمَرَارَةِ ، وَقِيلَ هُوَ مِنَ الْمِرَّةِ بِمَعْنَى الْقُوَّةِ : أَيْ فِي يَوْمٍ قَوِيِّ الشُّؤْمِ مُسْتَحْكَمِهِ كَالشَّيْءِ الْمُحْكَمِ الْفَتْلِ الَّذِي لَا يُطَاقُ نَقْضُهُ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مِنَ الِاسْتِمْرَارِ ، لَا مِنَ الْمَرَارَةِ وَلَا مِنَ الْمِرَّةِ : أَيْ دَامَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابُ فِيهِ حَتَّى أَهْلَكَهُمْ ، وَشَمَلَ بِهَلَاكِهِ كَبِيرَهُمْ وَصَغِيرَهُمْ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20تَنْزِعُ النَّاسَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى أَنَّهَا صِفَةٌ لِ " رِيحًا " أَوْ حَالٌ مِنْهَا ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اسْتِئْنَافًا : أَيْ تَقْلَعُهُمْ مِنَ الْأَرْضِ مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِهِمُ اقْتِلَاعَ النَّخْلَةِ مِنْ أَصْلِهَا .
قَالَ
مُجَاهِدٌ : كَانَتْ تَقْلَعُهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَتَرْمِي بِهِمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ فَتَدُقُّ أَعْنَاقَهُمْ وَتُبَيِّنُ رُؤُوسَهُمْ مِنْ أَجْسَادِهِمْ ، وَقِيلَ تَنْزِعُ النَّاسَ مِنَ الْبُيُوتِ ، وَقِيلَ مِنْ قُبُورِهِمْ لِأَنَّهُمْ حَفَرُوا حَفَائِرَ وَدَخَلُوهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ الْأَعْجَازُ جَمْعُ عَجُزٍ ، وَهُوَ مُؤَخَّرُ الشَّيْءِ ، وَالْمُنْقَعِرُ : الْمُنْقَطِعُ الْمُنْقَلِعُ مِنْ أَصْلِهِ ، يُقَالُ قَعَّرْتُ النَّخْلَةَ : إِذَا قَلَعْتُهَا مِنْ أَصْلِهَا حَتَّى تَسْقُطَ ، شَبَّهَهُمْ فِي طُولِ قَامَاتِهِمْ حِينَ صَرَعَتْهُمُ الرِّيحُ وَطَرَحَتْهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ بِالنَّخْلِ السَّاقِطِ عَلَى الْأَرْضِ الَّتِي لَيْسَتْ لَهَا رُؤُوسٌ ، وَذَلِكَ أَنَّ الرِّيحَ قَلَعَتْ رُؤُوسَهُمْ أَوَّلًا ثُمَّ كَبَّتْهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَتَذْكِيرُ مُنْقَعِرٍ مَعَ كَوْنِهِ صِفَةً لِأَعْجَازِ نَخْلٍ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ اعْتِبَارًا بِاللَّفْظِ وَيَجُوزُ تَأْنِيثُهُ اعْتِبَارًا بِالْمَعْنَى كَمَا قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [ الْحَاقَّةِ : 7 ] قَالَ الْمُبَرِّدُ : كُلُّ مَا وَرَدَ عَلَيْكَ مِنْ هَذَا الْبَابِ إِنْ شِئْتَ رَدَدْتَهُ إِلَى اللَّفْظِ تَذْكِيرًا أَوْ إِلَى الْمَعْنَى تَأْنِيثًا .
وَقِيلَ إِنَّ النَّخْلَ وَالنَّخِيلَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ
[ ص: 1430 ] قَرِيبًا .
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=17وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ .
ثُمَّ لَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ تَكْذِيبَ عَادٍ أَتْبَعَهُ بِتَكْذِيبِ
ثَمُودٍ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=29025_31845_31846_31847كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ نَذِيرٍ : أَيْ كَذَّبَتْ بِالرُّسُلِ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهِمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا بِمَعْنَى الْإِنْذَارِ : أَيْ كَذَّبَتْ بِالْإِنْذَارِ الَّذِي أُنْذِرُوا بِهِ ، وَإِنَّمَا كَانَ تَكْذِيبُهُمْ لِرَسُولِهِمْ وَهُوَ
صَالِحٌ تَكْذِيبًا لِلرُّسُلِ ، لِأَنَّ مَنْ كَذَّبَ وَاحِدًا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَقَدْ كَذَّبَ سَائِرَهُمْ لِاتِّفَاقِهِمْ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى كُلِّيَّاتِ الشَّرَائِعِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ الِاسْتِفْهَامُ لِلْإِنْكَارِ : أَيْ كَيْفَ نَتَّبِعُ بَشَرًا كَائِنًا مِنْ جِنْسِنَا مُنْفَرِدًا وَحْدَهُ لَا مُتَابِعَ لَهُ عَلَى مَا يَدْعُو إِلَيْهِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِنَصْبِ " بَشَرًا " عَلَى الِاشْتِغَالِ : أَيْ أَنَتَّبِعُ بَشَرًا وَاحِدًا .
وَقَرَأَ
أَبُو السِّمَاكِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12111وَالدَّانِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11825وَأَبُو الْأَشْهَبِ ،
وَابْنُ السَّمَيْفَعِ بِالرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، وَ " وَاحِدًا " صِفَتُهُ ، وَ " نَتَّبِعُهُ " خَبَرُهُ .
وَرُوِيَ عَنْ
أَبِي السِّمَاكِ أَنَّهُ قَرَأَ بِرَفْعِ " بَشَرًا " وَنَصْبِ " وَاحِدًا " عَلَى الْحَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ أَيْ إِنَّا إِذَا اتَّبَعْنَاهُ لَفِي خَطَأٍ وَذَهَابٍ عَنِ الْحَقِّ وَسُعُرٍ أَيْ عَذَابٍ وَعَنَاءٍ وَشِدَّةٍ كَذَا قَالَ
الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ .
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : هُوَ جَمْعُ سَعِيرٍ ، وَهُوَ لَهَبُ النَّارِ ، وَالسُّعُرُ : الْجُنُونُ يَذْهَبُ كَذَا وَكَذَا لِمَا يَلْتَهِبُ بِهِ مِنَ الْحِدَّةِ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : وَسُعُرٍ وَبُعْدٍ عَنِ الْحَقِّ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : فِي احْتِرَاقٍ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ بِهِ هُنَا الْجُنُونُ ، مِنْ قَوْلِهِمْ : نَاقَةٌ مَسْعُورَةٌ : أَيْ كَأَنَّهَا مِنْ شِدَّةِ نَشَاطِهَا مَجْنُونَةٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ يَصِفُ نَاقَةً :
تَخَالُ بِهَا سُعُرًا إِذَا السُّعُرُ هَزَّهَا ذَمِيلٌ وَإِيقَاعٌ مِنَ السَّيْرِ مُتْعِبُ
ثُمَّ كَرَّرُوا الْإِنْكَارَ وَالِاسْتِبْعَادَ فَقَالُوا : 25 -
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا أَيْ كَيْفَ خُصَّ مِنْ بَيْنِنَا بِالْوَحْيِ وَالنُّبُوَّةِ ، وَفِينَا مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ ؟ ثُمَّ أَضْرَبُوا عَنِ الِاسْتِنْكَارِ وَانْتَقَلُوا إِلَى الْجَزْمِ بِكَوْنِهِ كَذَّابًا أَشِرًا فَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ وَالْأَشَرُ : الْمَرَحُ وَالنَّشَاطُ ، أَوِ الْبَطَرُ وَالتَّكَبُّرُ ، وَتَفْسِيرُهُ بِالْبَطَرِ وَالتَّكَبُّرِ أَنْسَبُ بِالْمَقَامِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَشِرْتُمْ بِلُبْسِ الْخَزِّ لَمَّا لَبِسْتُمُ وَمِنْ قَبْلُ لَا تَدْرُونَ مَنْ فَتَحَ الْقُرَى
قَرَأَ الْجُمْهُورُ أُشِرْ كَفَرِحْ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12135أَبُو قِلَابَةَ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ بِفَتْحِ الشِّينِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ عَلَى أَنَّهُ أَفْعَلُ تَفْضِيلٍ .
وَنَقَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ عَنْ
مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَرَأَ بِضَمِّ الشِّينِ مَعَ فَتْحِ الْهَمْزَةِ .
ثُمَّ أَجَابَ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ غَدًا وَقْتَ نُزُولِ الْعَذَابِ بِهِمْ فِي الدُّنْيَا ، أَوْ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ جَرْيًا عَلَى عَادَةِ النَّاسِ فِي التَّعْبِيرِ بِالْغَدِ عَنِ الْمُسْتَقْبَلِ مِنَ الْأَمْرِ وَإِنْ بَعُدَ ، كَمَا فِي قَوْلِهِمْ : إِنَّ مَعَ الْيَوْمِ غَدًا ، وَكَمَا فِي قَوْلِ
الْحُطَيْئَةِ :
لِلْمَوْتِ فِيهَا سِهَامٌ غَيْرُ مُخْطِئَةٍ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَيْتًا فِي الْيَوْمِ مَاتَ غَدَا
وَمِنْهُ قَوْلُ
أَبِي الطِّرِمَّاحِ :
أَلَا عَلِّلَانِي قَبْلَ نَوْحِ النَّوَائِحِ وَقَبْلَ اضْطِرَابِ النَّفْسِ بَيْنَ الْجَوَانِحِ
وَقَبْلَ غَدٍ يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى غَدٍ إِذَا رَاحَ أَصْحِابِي وَلَسْتُ بِرَائِحِ
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " سَيَعْلَمُونَ " بِالتَّحْتِيَّةِ ، إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ
لِصَالِحٍ عَنْ وُقُوعِ الْعَذَابِ عَلَيْهِمْ بَعْدَ مُدَّةٍ .
وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ بِالْفَوْقِيَّةِ عَلَى أَنَّهُ خِطَابٌ مِنْ
صَالِحٍ لِقَوْمِهِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ مَا تَقَدَّمَ إِجْمَالُهُ مِنَ الْوَعِيدِ : أَيْ إِنَّا مُخْرِجُوهَا مِنَ الصَّخْرَةِ عَلَى حَسَبِ مَا اقْتَرَحُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27فِتْنَةً لَهُمْ أَيِ ابْتِلَاءً وَامْتِحَانًا ، وَانْتِصَابُ " فِتْنَةً " عَلَى الْعِلَّةِ فَارْتَقِبْهُمْ أَيِ انْتَظِرْ مَا يَصْنَعُونَ وَاصْطَبِرْ عَلَى مَا يُصِيبُكَ مِنَ الْأَذَى مِنْهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ أَيْ بَيْنَ
ثَمُودَ وَبَيْنَ النَّاقَةِ ، لَهَا يَوْمٌ وَلَهُمْ يَوْمٌ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=155لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ [ الشُّعَرَاءِ : 155 ] وَقَالَ : نَبِّئْهُمْ بِضَمِيرِ الْعُقَلَاءِ تَغْلِيبًا
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ الشِّرْبُ بِكَسْرِ الشِّينِ الْحَظُّ مِنَ الْمَاءِ .
وَمَعْنَى مُحْتَضَرٍ : أَنَّهُ يَحْضُرُهُ مَنْ هُوَ لَهُ ، فَالنَّاقَةُ تَحْضُرُهُ يَوْمًا وَهُمْ يَحْضُرُونَهُ يَوْمًا .
قَالَ
مُجَاهِدٌ : إِنَّ
ثَمُودَ يَحْضُرُونَ الْمَاءَ يَوْمَ نَوْبَتِهِمْ ، فَيَشْرَبُونَ وَيَحْضُرُونَ يَوْمَ نَوْبَتِهَا فَيَحْتَلِبُونَ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " قِسْمَةٌ " بِكَسْرِ الْقَافِ بِمَعْنَى مَقْسُومٍ ، وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ بِفَتْحِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=29فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ أَيْ نَادَى
ثَمُودُ صَاحِبَهُمْ وَهُوَ
قِدَارُ بْنُ سَالِفٍ nindex.php?page=treesubj&link=31845_31846عَاقِرُ النَّاقَةِ يَحُضُّونَهُ عَلَى عَقْرِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=29فَتَعَاطَى فَعَقَرَ أَيْ تَنَاوَلَ النَّاقَةَ بِالْعَقْرِ فَعَقَرَهَا ، أَوِ اجْتَرَأَ عَلَى تَعَاطِي أَسْبَابِ الْعَقْرِ فَعَقَرَ .
قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : كَمَنَ لَهَا فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ عَلَى طَرِيقِهَا ، فَرَمَاهَا بِسَهْمٍ فَانْتَظَمَ بِهِ عَضَلَةَ سَاقِهَا ، ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهَا بِالسَّيْفِ فَكَسَرَ عُرْقُوبَهَا ثُمَّ نَحَرَهَا وَالتَّعَاطِي : تَنَاوُلُ الشَّيْءِ بِتَكَلُّفٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ .
ثُمَّ بَيَّنَ مَا أَجْمَلَهُ مِنَ الْعَذَابِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً قَالَ
عَطَاءٌ : يُرِيدُ صَيْحَةَ
جِبْرِيلَ ، وَقَدْ مَضَى بَيَانُ هَذَا فِي سُورَةِ هُودٍ وَفِي الْأَعْرَافِ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِكَسْرِ الظَّاءِ ، وَالْهَشِيمُ : حُطَامُ الشَّجَرِ وَيَابِسُهُ ، وَالْمُحْتَظِرُ : صَاحِبُ الْحَظِيرَةِ ، وَهُوَ الَّذِي يَتَّخِذُ لِغَنَمِهِ حَظِيرَةً تَمْنَعُهَا عَنْ بَرْدِ الرِّيحِ ، يُقَالُ احْتَظَرَ عَلَى غَنَمِهِ : إِذَا جَمَعَ الشَّجَرَ وَوَضَعَ بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ .
قَالَ فِي الصِّحَاحِ : وَالْمُحْتَظِرُ : الَّذِي يَعْمَلُ الْحَظِيرَةَ .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَأَبُو الْعَالِيَةِ بِفَتْحِ الظَّاءِ : أَيْ كَهَشِيمِ الْحَظِيرَةِ ، فَمَنْ قَرَأَ بِالْكَسْرِ أَرَادَ الْفَاعِلَ لِلِاحْتِظَارِ ، وَمَنْ قَرَأَ بِالْفَتْحِ أَرَادَ الْحَظِيرَةَ ، وَهِيَ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مُفَعُولَةٍ ، وَمَعْنَى الْآيَةِ أَنَّهُمْ صَارُوا كَالشَّجَرِ إِذَا يَبِسَ فِي الْحَظِيرَةِ وَدَاسَتْهُ الْغَنَمُ بَعْدَ سُقُوطِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَثَرْنَ عَجَاجَهُ كَدُخَانِ نَارٍ تَشِبُّ بِغَرْقَدٍ بَالٍ هَشِيمِ
وَقَالَ
قَتَادَةُ : هُوَ الْعِظَامُ النَّخِرَةُ الْمُحْتَرِقَةُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : هُوَ التُّرَابُ الْمُتَنَاثِرُ مِنَ الْحِيطَانِ فِي يَوْمِ رِيحٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : هُوَ مَا يَتَنَاثَرُ مِنَ الْحَظِيرَةِ إِذَا ضَرَبْتَهَا بِالْعِصِيِّ .
قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : الْعَرَبُ تُسَمِّي كُلَّ شَيْءٍ كَانَ رَطْبًا فَيَبِسَ هَشِيمًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
تَرَى جِيَفَ الْمَطِيِّ بِجَانِبَيْهِ كَأَنَّ عِظَامَهَا خَشَبُ الْهَشِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=22وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ .
ثُمَّ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنْ
قَوْمِ لُوطٍ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا رُسُلَ اللَّهِ كَمَا كَذَّبَهُمْ غَيْرُهُمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=29025_33955_31880_31881كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ النُّذُرِ قَرِيبًا .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ
[ ص: 1431 ] مَا عَذَّبَهُمْ بِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=34إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا أَيْ رِيحًا تَرْمِيهِمْ بِالْحَصْبَاءِ ، وَهِيَ الْحَصَى .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15409وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ : الْحَاصِبُ : الْحِجَارَةُ فِي الرِّيحِ .
قَالَ فِي الصِّحَاحِ : الْحَاصِبُ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تُثِيرُ الْحَصْبَاءَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقِ :
مُسْتَقْبِلِينَ شَمَالَ الشَّامِ يَضْرِبُهَا بِحَاصِبٍ كَنَدِيفِ الْقُطْنِ مَنْثُورِ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=34إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ يَعْنِي
لُوطًا وَمَنْ تَبِعَهُ ، وَالسَّحَرُ آخِرُ اللَّيْلِ ، وَقِيلَ هُوَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ اخْتِلَاطُ سَوَادِ اللَّيْلِ بِبَيَاضِ أَوَّلِ النَّهَارِ ، وَانْصَرَفَ " سَحَرٍ " لِأَنَّهُ نَكِرَةٌ لَمْ يَقْصِدْ بِهِ سَحَرَ لَيْلَةٍ مُعَيَّنَةٍ ، وَلَوْ قَصَدَ مُعَيَّنًا لَامْتَنَعَ .
كَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ ،
وَالْأَخْفَشُ وَغَيْرُهُمَا .
وَانْتِصَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=35نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا عَلَى الْعِلَّةِ ، أَوْ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ : أَيْ إِنْعَامًا مِنَّا عَلَى
لُوطٍ وَمَنْ تَبِعَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=35كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ أَيْ مِثْلَ ذَلِكَ الْجَزَاءِ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ نِعْمَتَنَا وَلَمْ يَكْفُرْهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=36وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا أَيْ أَنْذَرَ
لُوطٌ قَوْمَهُ بَطْشَةَ اللَّهِ بِهِمْ وَهِيَ عَذَابُهُ الشَّدِيدُ وَعُقُوبَتُهُ الْبَالِغَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=36فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ أَيْ شَكُّوا فِي الْإِنْذَارِ وَلَمْ يُصَدِّقُوهُ ، وَهُوَ تَفَاعَلُوا مِنَ الْمِرْيَةِ ، وَهِيَ الشَّكُّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=37وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ أَيْ أَرَادُوا مِنْهُ تَمْكِينَهُمْ مِمَّنْ أَتَاهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لِيَفْجُرُوا بِهِمْ كَمَا هُوَ دَأْبُهُمْ ، يُقَالُ رَاوَدْتُهُ عَنْ كَذَا مُرَاوَدَةً وَرِوَادًا : أَيْ أَرَدْتُهُ ، وَرَادَ الْكَلَامَ يَرُودُهُ رَوْدًا : أَيْ طَلَبَهُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ الْمُرَاوَدَةِ مُسْتَوْفًى فِي سُورَةِ هُودٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=37فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ أَيْ صَيَّرْنَا أَعْيُنَهُمْ مَمْسُوحَةً لَا يُرَى لَهَا شِقٌّ كَمَا تَطْمِسُ الرِّيحُ الْأَعْلَامَ بِمَا تَسْفِي عَلَيْهَا مِنَ التُّرَابِ .
وَقِيلَ أَذْهَبَ اللَّهُ نُورَ أَبْصَارِهِمْ مَعَ بَقَاءِ الْأَعْيُنِ عَلَى صُورَتِهَا .
قَالَ
الضَّحَّاكُ طَمَسَ اللَّهُ عَلَى أَبْصَارِهِمْ فَلَمْ يَرَوُا الرُّسُلَ فَرَجَعُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=39فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=38وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ أَيْ أَتَاهُمْ صَبَاحًا عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ بِهِمْ نَازِلٌ عَلَيْهِمْ لَا يُفَارِقُهُمْ وَلَا يَنْفَكُّ عَنْهُمْ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : اسْتَقَرَّ بِهِمُ الْعَذَابُ بُكْرَةً ، وَانْصِرَافُ " بُكْرَةً " لِكَوْنِهِ لَمْ يُرِدْ بِهَا وَقْتًا بِعَيْنِهِ كَمَا سَبَقَ فِي " بِسَحَرٍ " .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=39فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=40وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، وَلَعَلَّ وَجْهَ تَكْرِيرِ تَيْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلذِّكْرِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْإِشْعَارُ بِأَنَّهُ مِنَّةٌ عَظِيمَةٌ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَغْفُلَ عَنْ شُكْرِهَا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا قَالَ : بَارِدَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19فِي يَوْمِ نَحْسٍ قَالَ أَيَّامٌ شِدَادٌ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021513يَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ وَأَخْرَجَهُ عَنْهُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ مَرْفُوعًا .
وَأَخْرَجَهُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا .
وَأَخْرَجَهُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ أَيْضًا عَنْ
أَنَسٍ مَرْفُوعًا ، وَفِيهِ
قِيلَ : وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَغْرَقَ اللَّهُ فِيهِ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ ، وَأَهْلَكَ فِيهِ عَادًا وَثَمُودَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْخَطِيبُ بِسَنَدٍ قَالَ
السُّيُوطِيُّ : ضَعِيفٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021514آخِرُ أَرْبِعَاءٍ فِي الشَّهْرِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ قَالَ : أُصُولُ النَّخْلِ مُنْقَعِرٌ قَالَ : مُنْقَلِعٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي الْآيَةِ قَالَ : أَعْجَازُ سَوَادِ النَّخْلِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا " وَسُعُرٍ " قَالَ شَقَاءٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ قَالَ : كَحَظَائِرَ مِنَ الشَّجَرِ مُحْتَرِقَةٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي الْآيَةِ قَالَ : كَالْعِظَامِ الْمُحْتَرِقَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ قَالَ : كَالْحَشِيشِ تَأْكُلُهُ الْغَنَمُ .