الخامس : كقوله تعالى : إزالة اللبس حيث يكون الضمير يوهم أنه غير المراد قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ( آل عمران : 26 ) لو قال : " تؤتيه " لأوهم أنه الأول ، قاله ابن الخشاب .
وقوله تعالى : الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء ( الفتح : 6 ) كرر السوء ; لأنه لو قال : " عليهم دائرة " لالتبس بأن يكون الضمير عائدا إلى الله تعالى ، قاله الوزير المغربي في " تفسيره " .
ونظيره : الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وتبيينه : الأول النطفة أو التراب ، والثاني : الوجود في الجنين أو الطفل ، والثالث : الذي بعد الشيخوخة ، وهو أرذل العمر ; والقوة الأولى التي تجعل للطفل [ ص: 66 ] التحرك والاهتداء للثدي ، والثانية بعد البلوغ ، قاله ويؤيد الغيرية التنكير . ابن الحاجب ،
ونحو قوله تعالى : وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ( الإسراء : 78 ) الآية ، لو قال : " إنه " لأوهم عود الضمير إلى الفجر .
وقوله تعالى : يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ( النحل : 111 ) فلم يقل " عنها " لئلا يتحد الضميران فاعلا ومفعولا ; مع أن المظهر السابق لفظ النفس ، فهذا أبلغ من " ضرب زيد نفسه " .
وكقوله تعالى : ثم استخرجها من وعاء أخيه ( يوسف : 76 ) وإنما حسن إظهار الوعاء مع أن الأصل " فاستخرجها منه " لتقدم ذكره ; لأنه لو قيل ذلك لأوهم عود الضمير على الأخ ، فيصير كأن الأخ مباشر لطلب خروج الوعاء ، وليس كذلك ; لما في المباشر من الأذى الذي تأباه النفوس الأبية ، فأعيد لفظ الظاهر لنفي هذا .
وإنما لم يضمر الأخ فيقال : " ثم استخرجها من وعائه " لأمرين : أحدهما : أن ضمير الفاعل في ( استخرجها ) ليوسف - عليه السلام - فلو قال : " من وعائه " لتوهم أنه يوسف ; لأنه أقرب مذكور ، فأظهر لذلك .
والثاني : أن الأخ مذكور مضاف إليه ; ولم يذكر فيما تقدم مقصودا بالنسبة الإخبارية ، فلما احتيج إلى إعادة ما ، وأضيف إليه أظهره أيضا .
وقوله تعالى : يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال ( المزمل : 14 ) .
[ ص: 67 ] ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ( العنكبوت : 10 )