الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              352 - أخبرنا أبو طاهر ، نا أبو بكر ، نا الربيع بن سليمان المرادي ، نا ابن وهب ، أخبرني أسامة بن زيد ، أن ابن شهاب ، أخبره أن عمر بن عبد العزيز كان قاعدا على المنبر فأخر الصلاة شيئا ، فقال عروة بن الزبير : أما إن جبريل قد أخبر محمدا - صلى الله عليه وسلم - بوقت الصلاة ، فقال له عمر : اعلم ما تقول ، فقال عروة : سمعت بشير بن أبي مسعود يقول : سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " نزل جبريل فأخبرني بوقت الصلاة فصليت معه ، ثم صليت معه ، ثم صليت معه ، ثم صليت معه ، فحسب بأصابعه خمس صلوات " ، ورأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الظهر حين تزول الشمس ، وربما أخرها حين يشتد الحر ، ورأيته يصلي العصر والشمس مرتفعة بيضاء قبل [ أن ] تدخلها [ ص: 213 ] الصفرة ، فينصرف الرجل من الصلاة فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس ، ويصلي المغرب حين تسقط الشمس ، ويصلي العشاء حين يسود الأفق ، وربما أخرها حتى يجتمع الناس ، وصلى الصبح مرة بغلس ، ثم صلى مرة أخرى فأسفر بها ، ثم كانت صلاته بعد ذلك بالغلس حتى مات - صلى الله عليه وسلم - ، ثم لم يعد إلى أن يسفر .

              قال أبو بكر : هذه الزيادة لم يقلها أحد غير أسامة بن زيد . في هذا الخبر كله دلالة على أن الشفق البياض لا الحمرة ؛ لأن في الخبر : ويصلي العشاء حين يسود الأفق ، وإنما يكون اسوداد الأفق بعد ذهاب البياض الذي يكون بعد سقوط الحمرة ؛ لأن الحمرة إذا سقطت مكث البياض بعده ثم يذهب البياض فيسود الأفق .

              ح وفي خبر سليمان بن موسى ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن جابر بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم أذن بلال العشاء حين ذهب بياض النهار ، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - فأقام الصلاة فصلى .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية