الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي

السخاوي - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

صفحة جزء
[ كراهة الإخراج بدون التحرير ] :

و ( كذاك ) رأى الأئمة كراهة ( الإخراج ) ممن يصنف لشيء من تصنيفه إلى الناس ( بلا تحرير ) وتهذيب وتكرير لنظر فيه وتنقيب .

قال ابن المعتز : لحظة القلب أسرع خطوة من لحظة العين ، وأبعد غاية ، وأوسع مجالا ، وهي الغائصة في أعماق أودية الفكر ، والمتأملة لوجوه العواقب ، والجامعة بين ما غاب وحضر ، والميزان الشاهد على ما نفع وضر ، [ ص: 329 ] والقلب كالمملي للكلام على اللسان إذا نطق ، واليد إذا كتبت ، فالعاقل يكسو المعاني وشي الكلام في قلبه ، ثم يبديها بألفاظ كواش في أحسن زينة ، والجاهل يستعجل بإظهار المعاني قبل العناية بتزيين معارضها ، واستكمال محاسنها .

وليعلم كما قال هلال بن العلاء : إنه يستدل على عقل المرء بعد موته بتصنيفه ، أو شعره ، أو رسالته . وكما قال الأصمعي : ( إن الإنسان في سلامة من أفواه الناس ما لم يضع كتابا أو يقل شعرا ) .

وكما قال العتابي : ( إن من صنف فقد استشرف المديح والذم ، فإن أحسن فقد استهدف للحسد والغيبة ، وإن أساء فقد تعرض للشتم ، واستقذف بكل لسان ) .

ونحوه ما نقله القاضي أبو يعلى بن الفراء عن عبد الله بن المقفع أنه قال : ( من صنف فقد استهدف ، فإن أحسن فقد استعطف ، وإن أساء فقد استقذف ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية