[ ص: 56 ] 3075 حدثنا الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا روح بن أسلم قال : حدثنا عبد الله بن بكر المزني قال : حدثنا قال : حدثني حميد بن هلال ، عن عبد الله بن الصامت أبي ذر قال : ، قلت : يا صليت قبل أن أسمع بالإسلام ثلاث سنين أبا ذر ، أين كنت توجه ؟ قال : كنت أتوجه حيث وجهني الله ، كنت أصلي من أول الليل ، فإذا كان آخر الليل ألقيت حتى كأنما أنا خفاء حتى تعلوني [ ص: 57 ] الشمس قال : فاستحلت غفار الشهر الحرام ، فانطلقت أنا وأخي أنيس وآمنا ، فنزلنا على خال لنا ، فبلغ خالنا أن أخي يدخل على أهله ، فذكر ذلك ، فقلت : ما لنا معك قرار قال : فارتحلنا وجعل يقنع رأسه ويبكي حزنا علينا ، فنزلنا بحضرة مكة ، فنافر أخي رجل من الشعراء على صرمته : أيهما كان أشعر أخذ صرمة الآخر ، فأتينا كاهنا ، فقال الكاهن لأنيس : قد قضيت لنفسك قبل أن أقضي لك ، فأخذ بصرمة الشاعر ، فنزل بحضرة مكة ، فقال لأبي ذر : احفظ لي حاجة فأحفظ صرمتك وأهلك ، فلما قدم مكة سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم وسمع ما يقولون له ، فقضى حاجته ، ورجع إلى أخيه ، وقال : أي أخي ، رأيت رجلا بمكة يدعو إلى إلهك الذي تعبد قال : فقال أبو ذر : أي أخي ، ما يقول الناس ؟ قال : يقولون : مجنون ، ويقولون : شاعر ، ويقولون : كاهن ، وقد عرضت قوله على أقراء الشعراء ، فوالله ما هو بشاعر ، وسمعت قول الكهان ، فلا والله ما هو بكاهن ، ولا فوالله [ ص: 58 ] ما هو بمجنون ، قلت : أي أخي ، فما تقول ؟ قال : أقول : إنه صادق وإنهم كاذبون قال : قلت : إني أريد أن ألقاه قال : أي أخي ، إن الناس قد شرقوا به ، وتجهموا له قال : فإذا قدمت فسل ، عن الصابئ . قال : فلما قدمت مكة رأيت رجلا علت عنه عيني ، فقال : قلت : أين هذا الصابئ ؟ قال : فنادى : صابئ صابئ قال : فخرج من كل واد ، فرموني لكل حجر ومدر ، حتى تركوني كأني نضب أحمر قال : فتفرقوا عني ، فأتيت زمزم ، فغسلت ، عني الدماء ، ودخلت بين الكعبة وأستارها . قال : فلبثت ثلاثين بين يوم وليلة وليس لي طعام إلا ماء زمزم حتى ضرب الله علي أسمخة أهل مكة حتى لم أر أحدا يطوف بالبيت إلا امرأتين ، فأتتا علي وهما تقولان : إساف ونائلة ، فقلت : أنكحوا إحداهما الأخرى هن من خشب ، ولم أكن يا ابن أخي ، وذكر كلمة ، فولتا ، وقالتا : الصابئ بين الكعبة وأستارها ، أما والله لو أن هنا أحدا من نفرنا . قال : ودخل [ ص: 59 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فاستقبلتاهما ، فقالا : " ما هذا الصوت ؟ " قالتا : الصابئ بين الكعبة وأستارها ، قالا : " ما يقول ؟ " قالتا : يقول كلمة تملأ أفواهنا ، فجاءا فاستلما الحجر ، ثم طافا سبعا ، ثم صليا ركعتين قال : فعرفت الإسلام ، وعرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم بتقديم أبي بكر إياه ، فأتيتهما ، فقلت : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته قال : " وعليك ورحمة الله ، وعليك ورحمة الله ، وعليك ورحمة الله " ، ثلاثا ، ثم قال : " مم أنت ؟ " ، قلت : أنا من غفار ، فقال بيده على جبينه قال : فذهبت أتناوله ، فقال أبو بكر : لا تعجل قال : ثم رفع إلي رأسه ، فقال : " منذ كم أنت هاهنا ؟ " قلت : منذ ثلاثين من بين يوم وليلة ، فقال : " ما طعامك ؟ " قلت : ما لي طعام إلا ماء زمزم ، وقد تكسرت لي عكن بطني ، وما وجدت على كبدي سخفة جوع . فقال صلى الله عليه وسلم : " إنها مباركة ، إنها مباركة إنها طعام طعم ، إنها مباركة إنها طعام طعم " . فقال إنها طعام طعم أبو بكر : يا رسول الله ، ائذن لي فأتحفه الليلة . قال : فأذن له ، فانطلق إلى دار فدخلها ، ففتح بابا ، فقبض لنا قبضات من زبيب طائفي قال : فكان ذلك أول طعام أكلته بمكة حتى خرجت منها . فقال لي : " أمرت أن أخرج إلى أرض ذات نخل ، ولا أحسبها إلا يثرب ، فاذهب فأنت رسول رسول الله إلى قومك " ، فلما [ ص: 60 ] قدمت على أخي قال : أي أخي ، ماذا جئتنا به ، أو كلمة نحو هذا ؟ قلت : قد لقيته ، وأسلمت ، وبايعت ، ودعوت أخي إلى الإسلام قال : وأنا قد أسلمت وبايعت ، فأتينا أمنا ، فدعوناها إلى الإسلام ، فقالت : ما بي عن دينكما رغبة ، وأنا قد أسلمت وبايعت قال : ثم ارتحلنا ، فأتينا قومنا ، فدعوناهم إلى الإسلام ، فأسلم نصفهم ، وأسلم سيدهم إيماء بن رحضة ، وصلى بهم ، وقال النصف الباقون : دعونا حتى يمر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فمر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسلم النصف الباقي قال : وقالت أسلم : نسلم على ما أسلمت عليه غفار قال : فأسلموا ، فقال رسول الله : " أسلم سالمها الله ، وغفار غفرالله لها "
لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني إلا روح بن أسلم ، ولا رواه ، عن روح بن أسلم إلا المفضل بن غسان الغلابي . وحجاج بن الشاعر