الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  3165 حدثنا بكر قال : حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي قال : حدثنا سليمان بن أبي كريمة ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن ، عن أمه ، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن قول الله عز وجل : حور عين قال : " حور بيض ، عين ضخام ، شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر " قلت : يا رسول الله ، [ ص: 110 ] فأخبرني عن قول الله عز وجل : كأنهن الياقوت والمرجان قال : " صفاؤهن كصفاء الدر الذي في الأصداف الذي لا تمسه الأيدي " قلت : يا رسول الله ، فأخبرني عن قوله : فيهن خيرات حسان قال : " خيرات الأخلاق ، حسان الوجوه " قلت : يا رسول الله ، فأخبرني عن قوله : كأنهن بيض مكنون قال : " رقتهن كرقة الجلد التي في داخل البيضة مما يلي القشر وهو الغرقيء " قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن قوله : عربا أترابا قال : " هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا ، خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى " قال : عربا : " معشقات محببات " أترابا : " على ميلاد واحد " قلت : يا رسول الله ، أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين ؟ قال : " بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة " . قلت : يا رسول الله وبم ذاك ؟ قال : " بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن لله عز وجل ، ألبس الله عز وجل وجوههن النور وأجسادهن الحرير ، بيض الألوان ، خضر الثياب ، صفر الحلي مجامرهن الدر ، وأمشاطهن الذهب ، يقلن : ألا نحن الخالدات فلا نموت أبدا ، ألا ونحن الناعمات فلا نبؤس أبدا ، ألا ونحن المقيمات فلا [ ص: 111 ] نظعن أبدا ، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا ، طوبى لمن كنا له وكان لنا " قلت : المرأة منا تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة ، ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها ، من يكون زوجها منهم ؟ فقال : " يا أم سلمة ، إنها تخير ، فتختار أحسنهم خلقا ، فتقول : أي رب ، إن هذا كان أحسنهم معي خلقا في دار الدنيا فزوجنيه ، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة "

                                                  لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا سليمان بن أبي كريمة ، تفرد به عمرو بن هاشم .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية