الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 101 - 102 ] ( ولو نظر بمؤخر عينيه يمنة أو يسرة من غير أن يلوي عنقه لا يكره ) { لأنه عليه الصلاة والسلام كان يلاحظ أصحابه في صلاته بموق عينيه }.

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الحديث الثالث والتسعون : روي { أنه عليه السلام ، كان يلاحظ أصحابه في صلاته بموق عينيه } ، قلت : غريب بهذا اللفظ ، وأخرج الترمذي والنسائي عن الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يلحظ في الصلاة يمينا وشمالا ، ولا يلوي عنقه خلف ظهره }. انتهى .

                                                                                                        قال الترمذي : حديث غريب ، ورواه ابن حبان في " صحيحه " في النوع الأول ، من القسم الرابع مرفوعا ، والحاكم في " المستدرك " ، وقال : صحيح على شرط البخاري ، ولم يخرجه ، وقال الترمذي في " جامعه " : وقد خالف وكيع الفضل بن موسى في روايته ، ثم أخرجه عن وكيع عن عبد الله بن سعيد به مرسلا .

                                                                                                        وقال في " علله الكبير " : ولا أعلم أحدا روى هذا الحديث عن عبد الله بن سعيد مسندا مثل ما رواه الفضل بن موسى انتهى .

                                                                                                        ورواه أيضا الدارقطني في " سننه " ، وقال : تفرد به الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد به متصلا ، وغيره يرسله ، ثم أخرجه عن وكيع ثنا عبد الله بن سعيد به ، فذكره مرسلا .

                                                                                                        وقال ابن القطان في " كتابه " : هذا حديث صحيح ، وإن كان غريبا ، لا يعرف إلا من هذه الطريق ، فإن عبد الله بن سعيد وثور بن زيد ثقتان ، وعكرمة احتج به البخاري ، فالحديث صحيح ، والله أعلم . انتهى كلامه . وله طريق آخر : أخرجه البزار في " مسنده " عن مندل بن علي العنزي عن الشيباني [ ص: 103 ] عن عكرمة عن ابن عباس { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى يلاحظ أصحابه في الصلاة يمينا وشمالا ، ولا يلتفت . }انتهى .

                                                                                                        ورواه ابن عدي في " الكامل " ، وأعله بمندل . وضعفه عن النسائي والسعدي وابن معين ، ولينه هو ، وقال : إنه ممن يكتب حديثه . انتهى .

                                                                                                        ولو قال المصنف : كان يلاحظ أصحابه بمؤخر عينيه لكان أقرب إلى الحديث ، وإلى مقصوده أيضا ، إذ لا يمكن الملاحظة بموق العين إلا ومعها شيء من الالتفات ، وفي الحديث عن { علي بن شيبان رضي الله عنه ، قال : خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه وصلينا خلفه ، فلمح بمؤخر عينيه ، رجلا لم يقم صلبه في الركوع والسجود ، فقال : إنه لا صلاة لمن لم يقم صلبه }. انتهى .

                                                                                                        رواه ابن ماجه في " سننه " وابن حبان في " صحيحه " وسند ابن ماجه : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه ، فذكره .




                                                                                                        الخدمات العلمية