الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : والفرع الثالث : صورته في مسافر جنب وجد من الماء ما غسل به وجهه وذراعيه ورأسه لا غير ، ويتيمم لباقي بدنه ثم أحدث ووجد الماء فإن توضأ واغتسل كان أولى ، وإن اقتصر على الغسل به فبدأ برجليه ثم بوجهه وذراعيه ورأسه ماسحا برأسه لا غاسلا أجزأه ، لأن الرجلين هما في حدث الجنابة فلم يلحقهما حكم الحدث الأصغر فجاز تقديم غسلهما ، وزال حدث الجنابة عن الوجه والذراعين والرأس فلحقهما حكم الحدث الأصغر فاستحق فيها الترتيب ومسح الرأس دون الغسل ولكن لو بدأ بذراعيه قبل وجهه لم يجزه ، لارتفاع حدث الجنابة ولحوق الحدث الأصغر الموجب للترتيب ، وجملته أن الترتيب مستحق مما غسله قبل حدثه ، فإن خالف الترتيب فيه لم يجزه لطروء الحدث عليه بارتفاع الجنابة عنه [ والترتيب غير مستحق فيما غسله بعد حدثه لبقاء الجنابة ] وامتناع لحوق الحدث به ، ولكن لو غسل رأسه بدلا من مسحه صار مغتسلا بدلا من وضوء ألحقه حكم الحدث ، فهل يسقط عنه حكم الترتيب أم لا ؟ على ما ذكرناه من الوجهين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية