الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما إذا أوصى ببناء دار يسكنها المارة من النصارى ، فذلك ضربان :

                                                                                                                                            أحدهما : أن يجعل لمارة المسلمين بسكناها معهم ، فهذه وصية جائزة .

                                                                                                                                            والضرب الثاني : أن يجعلها خـاصة لمارة النصارى ، ففيها وجهان :

                                                                                                                                            [ ص: 393 ] أحدهما : يجوز : لأنها للسكنى كالمنازل .

                                                                                                                                            والوجه الثاني : لا يجوز لأن تفردهم بها يفضي إلى اجتماعهم على كفرهم ، وصلاتهم فيها ، وقد قال الله تعالى : فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون [ الأنفال : 57 ] .

                                                                                                                                            فأما إن أوصى بالصدقة على فقراء اليهود والنصارى جاز : لقول الله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا [ الإنسان : 8 ] . وسواء كان هذا الموصي مسلما أو ذميا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية