الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عشم ]

                                                          عشم : العشم والعشم : الطمع ، قال ساعدة بن جؤية الهذلي :


                                                          أم هل ترى أصلات العيش نافعة أم في الخلود ولا بالله من عشم

                                                          ، وعشم عشما وتعشم : يبس . ورجل عشمة : يابس من الهزال ، وزعم يعقوب أن ميمها بدل من باء عشبة . وشيخ عشمة وعجوز عشمة : كبير هرم يابس ، وقيل : هو الذي تقارب خطوه وانحنى ظهره كعشبة . والعشم : الشيوخ . وفي حديث المغيرة : أن امرأة شكت إليه بعلها فقالت : فرق بيني وبينه فوالله ما هو إلا عشمة من العشم . وفي حديث عمر : أنه وقفت عليه امرأة عشمة بأهدام لها ، أي عجوز قحلة يابسة . والعشمة بالتحريك : الناب الكبيرة . والعشم : الخبز اليابس ، القطعة منه عشمة . وعشم الخبز يعشم عشما وعشوما : يبس وخنز . وخبز عيشم وعاشم : يابس خنز . وقال الأزهري : لا أعرف العاشم في باب الخبز . والعسوم - بالسين المهملة - : كسر الخبز اليابسة ، وقد مضى .

                                                          وفي الحديث : إن بلدتنا باردة عشمة أي : يابسة ، وهو من عشم الخبز ، إذا يبس وتكرج ، وقيل : العيشم الخبز الفاسد ، اسم لا صفة . والعشم : ضرب من الشجر ، واحده عاشم وعشم . وشجر أعشم : أصابته الهبوة فيبس . وأرض عشماء : بها شجير أعشم . ونبت أعشم : بالغ ، قال :

                                                          كأن صوت شخبها إذا خما

                                                          صوت أفاع في خشي أعشما

                                                          ورواه ابن الأعرابي : " أغشما " ، وسيأتي ذكره .

                                                          والعيشوم : ما هاج من النبت ، أي يبس . والعيشوم : ما يبس من الحماض ، الواحدة عيشومة ، وقال الأزهري : هو نبت غير الحماض ، وهو من الخلة يشبه الثداء ، والثداء والمصاص والمصاخ : الذي يقال له بالفارسية : " غورناس " . والعيشوم أيضا : نبت دقاق طوال يشبه الأسل تتخذ منه الحصر المصبغة الدقاق ، وقيل : إن منبته الرمل . والعيشوم : شجر له صوت مع الريح ، قال ذو الرمة :


                                                          للجن بالليل في حافاتها زجل     كما تناوح يوم الريح عيشوم

                                                          . وفي الحديث : أنه صلى في مسجد بمنى فيه عيشومة ، قال : هي نبت دقيق طويل محدد الأطراف كأنه الأسل ، تتخذ منه الحصر الدقاق ، ويقال : إن ذلك المسجد يقال له : مسجد العيشومة ، فيه عيشومة [ ص: 162 ] خضراء أبدا ، في الجدب والخصب ، والياء زائدة .

                                                          وفي الحديث : لو ضربك فلان بأمصوخة عيشومة لقتلك . ويقال : العيشومة - بالهاء - شجرة ضخمة الأصل تنبت نبتة السخبر ، فيها عيدان طوال كأنه السعف الصغار يطيف بأصلها ، ولها حبلة ، أي ثمرة في أطراف عودها تشبه ثمر السخبر ليس فيها حب . وقال أبو حنيفة : العيشوم من الربل ومما يستخلف ، وهو شبيه بالثداء إلا أنه أضخم . وعاشم : نقا بعالج .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية