الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عنس ]

                                                          عنس : عنست المرأة تعنس بالضم عنوسا وعناسا وتأطرت ، وهي عانس ، من نسوة عنس وعوانس ، وعنست ، وهي معنس ، وعنسها أهلها : حبسوها عن الأزواج حتى جازت فتاء السن ولما تعجز . قال الأصمعي : لا يقال عنست ولا عنست [ ص: 301 ] ولكن يقال عنست ، على ما لم يسم فاعله ، فهي معنسة ، وقيل : يقال عنست بالتخفيف وعنست ، ولا يقال عنست ؛ قال ابن بري : الذي ذكره الأصمعي في خلق الإنسان أنه يقال عنست المرأة بالفتح مع التشديد وعنست بالتخفيف بخلاف ما حكاه الجوهري . وفي صفته صلى الله عليه وسلم : لا عانس ولا مفند ؛ العانس من الرجال والنساء : الذي يبقى زمانا بعد أن يدرك لا يتزوج ، وأكثر ما يستعمل في النساء . يقال : عنست المرأة ، فهي عانس ، وعنست ، فهي معنسة إذا كبرت وعجزت في بيت أبويها . قال الجوهري : عنست الجارية تعنس إذا طال مكثها في منزل أهلها بعد إدراكها حتى خرجت من عداد الأبكار ، هذا ما لم تتزوج ، فإن تزوجت مرة فلا يقال عنست ؛ قال الأعشى :

                                                          والبيض قد عنست وطال جراؤها ونشأن في فنن وفي أذواد ويروى : والبيض ، مجرورا بالعطف على الشرب في قوله :

                                                          ولقد أرجل لمتي بعشية للشرب قبل حوادث المرتاد ويروى : سنابك ، أي : قبل حوادث الطالب ؛ يقول : أرجل لمتي للشرب وللجواري الحسان اللواتي نشأن في فنن أي : في نعمة . وأصلها أغصان الشجر ؛ هذه رواية الأصمعي ، وأما أبو عبيدة فإنه رواه : في قن بالقاف أي : في عبيد وخدم . ورجل عانس ، والجمع العانسون ؛ قال أبو قيس بن رفاعة :

                                                          منا الذي هو ما إن طر شاربه والعانسون ومنا المرد والشيب وفي حديث الشعبي : سئل عن الرجل يدخل بالمرأة على أنها بكر فيقول لم أجدها عذراء ، فقال : إن العذرة قد يذهبها التعنيس والحيضة ، وقال الليث : عنست إذا صارت نصفا وهي بكر ولم تتزوج .

                                                          وقال الفراء : امرأة عانس التي تتزوج وهي تترقب ذلك ، وهي المعنسة .

                                                          وقال الكسائي : العانس فوق المعصر ؛ وأنشد لذي الرمة :

                                                          وعيطا كأسراب الخروج تشوفت معاصيرها والعاتقات العوانس العيط : يعني بها إبلا طوال الأعناق ، الواحدة منها عيطاء . وقوله كأسراب الخروج أي : كجماعة نساء خرجن متشوفات لأحد العيدين أي : متزينات ، شبه الإبل بهن . والمعصر : التي دنا حيضها . والعاتق : التي في بيت أبويها ولم يقع عليها اسم الزوج ، وكذلك العانس . وفلان لم تعنس السن وجهه أي : لم تغيره إلى الكبر ؛ قال سويد الحارثي :

                                                          فتى قبل لم تعنس السن وجهه سوى خلسة في الرأس كالبرق في الدجى وفي التهذيب : أعنس الشيب رأسه إذا خالطه ؛ قال أبو ضب الهذلي :

                                                          فتى قبل لم يعنس الشيب رأسه سوى خيط في النور أشرقن في الدجى ورواه المبرد : لم تعنس السن وجهه ؛ قال الأزهري : وهو أجود . والعنس من الإبل فوق البكارة أي : الصغار . قال بعض العرب : جعل الفحل يضرب في أبكارها وعنسها ؛ يعني بالأبكار جمع بكر ، والعنس المتوسطات التي لسن بأبكار . والعنس : الصخرة . والعنس : الناقة القوية ، شبهت بالصخرة لصلابتها ، والجمع عنس وعنوس وعنس مثل بازل وبزل وبزل ؛ قال الراجز :


                                                          يعرس أبكارا بها وعنسا

                                                          وقال ابن الأعرابي : العنس البازل الصلبة من النوق لا يقال لغيرها ، وجمعها عناس ، وعنوس جمع عناس ؛ قال ابن سيده : هذا قول ابن الأعرابي وأظنه وهما منه ؛ لأن فعالا لا يجمع على فعول ، كان واحدا أو جمعا ، بل عنوس جمع عنس كعناس . قال الليث : تسمى عنسا إذا تمت سنها واشتدت قوتها ووفر عظامها وأعضاؤها ؛ قال الراجز :


                                                          كم قد حسرنا من علاة عنس

                                                          وناقة عانسة وجمل عانس : سمين تام الخلق ؛ قال أبو وجزة السعدي :

                                                          بعانسات هرمات الأزمل جش كبحري السحاب المخيل والعنس : العقاب .

                                                          وعنس العود : عطفه ، والشين أفصح .

                                                          واعنونس ذنب الناقة ، واعنيناسه : وفور هلبه وطوله ؛ قال الطرماح يصف ثورا وحشيا :

                                                          يمسح الأرض بمعنونس مثل مئلاة النياح القيام أي : بذنب سابغ . وعنس : قبيلة ، وقيل : قبيلة من اليمن ؛ حكاها سيبويه ؛ وأنشد :

                                                          لا مهل حتى تلحقي بعنس أهل الرياط البيض والقلنس قال : ولم يقل : القلنسو ؛ لأنه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم ، ويكفيك من ذلك أنهم قالوا : هذه أدلي زير . والعناس : المرآة . والعنس : المرايا ؛ وأنشد الأصمعي :

                                                          حتى رأى الشيبة في العناس وعادم الجلاحب العواس وعنيس : اسم رمل معروف ؛ وقال الراعي :

                                                          وأعرض رمل من عنيس ترتعي نعاج الملا عوذا به ومتاليا أراد : ترتعي به نعاج الملا أي : بقر الوحش . عوذا : وضعت حديثا .

                                                          ومتالي : يتلوها أولادها . والملا : ما اتسع من الأرض ، ونصب عوذا على الحال .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية