الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          يقن

                                                          يقن : اليقين : العلم وإزاحة الشك وتحقيق الأمر ، وقد أيقن يوقن إيقانا ، فهو موقن ، ويقن ييقن يقنا ، فهو يقن . واليقين : نقيض الشك ، والعلم نقيض الجهل ، تقول علمته يقينا . وفي التنزيل العزيز : وإنه لحق اليقين ; أضاف الحق إلى اليقين وليس هو من إضافة الشيء إلى نفسه ; لأن الحق هو غير اليقين ، إنما هو خالصه وأصحه فجرى مجرى إضافة البعض إلى الكل . وقوله تعالى : واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ; أي حتى يأتيك الموت ، كما قال عيسى بن مريم - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - : وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ، وقال : ما دمت حيا وإن لم تكن عبادة لغير حي ; لأن معناه اعبد ربك أبدا ، واعبده إلى الممات ، وإذا أمر بذلك فقد أمر بالإقامة على العبادة . ويقنت الأمر ، بالكسر ; ابن سيده : يقن الأمر يقنا ويقنا وأيقنه وأيقن به وتيقنه واستيقنه واستيقن به وتيقنت بالأمر واستيقنت به كله بمعنى واحد ، وأنا على يقين منه ، وإنما صارت الياء واوا في قولك موقن للضمة قبلها ، وإذا صغرته رددته إلى الأصل وقلت مييقن ، وربما عبروا بالظن عن اليقين وباليقين عن الظن ; قال أبو سدرة الأسدي ، ويقال الهجيمي :


                                                          تحسب هواس وأيقن أنني بها مفتد من واحد لا أغامره



                                                          يقول : تشمم الأسد ناقتي يظن أنني أفتدي بها منه وأستحمي نفسي فأتركها له ولا أقتحم المهالك بمقاتلته ، وإنما سمي الأسد هواسا لأنه يهوس الفريسة أي يدقها . ورجل يقن ويقن : لا يسمع شيئا إلا أيقنه ، كقولهم : رجل أذن . ورجل يقنة ، بفتح الياء والقاف وبالهاء : كيقن ; عن كراع ، ورجل ميقان كذلك ; عن اللحياني ، والأنثى ميقانة ، بالهاء ، وهو أحد ما شذ من هذا الضرب . وقال أبو زيد : رجل ذو يقن لا يسمع شيئا إلا أيقن به . أبو زيد : رجل أذن يقن ، وهما واحد ، وهو الذي لا يسمع بشيء إلا أيقن به . ورجل يقن ويقنة : مثل أذن في المعنى أي إذا سمع شيئا أيقن به ولم يكذبه . الليث : اليقن اليقين ; وأنشد قول الأعشى :


                                                          وما بالذي أبصرته العيو     ن من قطع يأس ولا من يقن



                                                          ابن الأعرابي : الموقونة الجارية المصونة المخدرة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية