الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ولغ

                                                          ولغ : الولغ : شرب السباع بألسنتها . ولغ السبع . والكلب وكل ذي خطم ، وولغ يلغ فيهما ولغا : شرب ماء أو دما ; وأنشد ابن بري لحاجز الأزدي اللص :


                                                          بغزو مثل ولغ حتى يثوب بصاحبي ثأر منيم



                                                          وقال آخر :


                                                          بغزو كولغ الذئب غاد ورائح     وسير كنصل السيف لا يتعوج



                                                          ولغ الذئب : نسق لا يفصل بينهما فترة كعد الحاسب . قال : وولغ الكلب في الإناء يلغ ولوغا أي شرب فيه بأطراف لسانه . وحكى أبو زيد : ولغ الكلب بشرابنا ، وفي شرابنا ، ومن شرابنا . ويقال : أولغت الكلب إذا جعلت له ماء أو شيئا يولغ فيه . وفي الحديث : إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات ، أي شرب منه بلسانه ، وأكثر ما يكون الولوغ في السباع ; قال الشاعر : قال ابن بري هو ابن هرمة ونسبه الجوهري لأبي زبيد الطائي :

                                                          مرضع شبلين في مغارهما قد نهزا للفطام أو فطما ما مر يوم إلا وعندهما لحم رجال أو يالغان دما

                                                          وفي التهذيب : وبعض العرب يقول يالغ ، أرادوا بيان الواو فجعلوا [ ص: 279 ] مكانها ألفا ; قال ابن الرقيات :


                                                          ما مر يوم إلا وعندهما     لحم رجال أو يالغان دما



                                                          اللحياني : يقال ولغ الكلب وولغ يلغ في اللغتين معا ، ومن العرب من يقول ولغ يولغ مثل وجل يوجل . ويقال : ليس شيء من الطيور يلغ غير الذباب . والميلغ والميلغة : الإناء الذي يلغ فيه الكلب . وفي الصحاح : والميلغ الإناء الذي يلغ فيه في الدم . وفي حديث علي - رضي الله عنه - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه ليدي قوما قتلهم خالد بن الوليد فأعطاهم ميلغة الكلب ، هي الإناء الذي يلغ فيه الكلب ، يعني أعطاهم قيمة كل ما ذهب لهم حتى قيمة الميلغة . ورجل مستولغ : لا يبالي ذما ولا عارا ; وأنشد ابن بري لرؤبة :


                                                          فلا تقسني بامرئ مستولغ



                                                          واستعار بعضهم الولوغ للدلو ; فقال :


                                                          دلوك دلو يا دليح     سابغه في كل أرجاء القليب والغه



                                                          والولغة : الدلو الصغيرة ; قال :


                                                          شر الدلاء الولغة الملازمه     والبكرات شرهن الصائمه



                                                          يعني التي لا تدور ، وإنما كانت ملازمة لأنك لا تقضي حاجتك بالاستقاء بها لصغرها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية