الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  47 تابعه عثمان المؤذن، قال: حدثنا عوف، عن محمد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 274 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 274 ] أي تابع روحا عثمان بن الهيثم في الرواية عن عوف الأعرابي، وعثمان هذا أيضا من شيوخ البخاري يروي عنه في مواضع بلا واسطة، وفي بعض المواضع عن محمد غير منسوب عنه، وهو محمد بن يحيى الذهلي، ثم البخاري رضي الله عنه: إن كان سمع هذا الحديث من عثمان هذا، فهو له أعلى بدرجة لأنه من روايته رباعي، ومن رواية المنجوفي خماسي، فإن قلت: فلم ذكر رواية المنجوفي أولا مع أنها أنزل من رواية عثمان؟ قلت: لأن رواية المنجوفي موصولة، وهي أشد إتقانا من رواية عثمان، فإن قلت: إذا كان الأمر كذلك فما الحاجة إلى ذكر متابعة عثمان؟ قلت: لأجل التنبيه بروايته على أن الاعتماد في هذا السند على محمد بن سيرين لأن عوفا ربما كان ذكره وربما كان حذفه مرة، فأثبت الحسن ومتابعة عثمان هذه وصلها أبو نعيم في المستخرج قال: حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، ثنا أبو طالب بن أبي عوانة، ثنا سليمان بن سيف، ثنا عثمان بن الهيثم، فذكر الحديث ولفظه موافق لرواية روح بن عبادة إلا في قوله: وكان معها، قال بدلها: فلزمها، وفي قوله: ويفرغ من دفنها، فإنه قال بدلها: ويدفن، وقال في آخره: قيراط بدل قوله فإنه يرجع بقيراط، والباقي سواء، وقال الكرماني: فإن قلت: إذا قال البخاري عن فلان نجزم بأنه سمعه منه عند إمكان السماع، فإذا قال: تابعه، لم نجزم بأنه سمعه منه، قلت: قياس المتابعة على العنعنة يقتضي ذلك لكن صرحوا في العنعنة ولم يصرحوا فيها، قوله: "نحوه" أي نحو ما تقدم، وهو أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال: "من اتبع جنازة" إلى آخره، ثم عثمان هذا هو أبو عمرو عثمان بن الهيثم بن جهم بن عيسى بن حسان بن المنذر البصري المؤذن بجامعها روى عن عوف الأعرابي، وابن جريج وغيرهما، وروى عنه البخاري، وروى هو والنسائي عن رجل عنه توفي لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة عشرين ومائتين.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية