الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 6 ] ذكر البيان بأن لسان المرء من أخوف ما يخاف عليه منه

                                                                                                                          5699 - أخبرنا الحسن بن سفيان ، قال : حدثنا حبان بن موسى ، قال : أخبرنا عبد الله ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن ماعز ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي ، قال : قلت : يا رسول الله ، حدثني بأمر أعتصم به ، قال : قل : ربي الله ، ثم استقم ، قلت : يا رسول الله ، ما أخوف ما تخاف علي ؟ قال : فأخذ بلسان نفسه ثم قال : "هذا .

                                                                                                                          [ ص: 7 ] قال أبو حاتم : المعنى في أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - لسانه بيده ، وقال : "هذا" ، وقد أمكنه أن يقول : اللسان ، من غير أن يأخذ لسانه ، أنه - صلى الله عليه وسلم - كان عالما بالعلم الذي كان يعلم الناس ، فأراد أن يسبق نفسه إلى العمل بالعلم الذي استعلم ، فعلم بأنه أخبر السائل بأن أخوف ما يخاف عليه أن يورد صاحبه الموارد ، وأمره أن يقبض عليه ، ولا يطلقه ، فعمل - صلى الله عليه وسلم - بما كان يعلمه أولا ، حتى يفصل مواضع العلم والتعليم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية