الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وبعقل . وإن جن ولو سنين كثيرة [ ص: 130 ] أو أغمي يوما أو جله أو أقله ولم يسلم أوله فالقضاء ، لا إن سلم ولو نصفه .

التالي السابق


( و ) صحته ( بعقل ) فلا يصح من مجنون ولا مغمى عليه ( وإن جن ) بضم الجيم وشد النون يومين أو أياما أو شهرا أو سنة أو سنين قليلة بل ( ولو ) جن ( سنين كثيرة ) وأفاق فالقضاء واجب عليه بأمر جديد كقضاء الحائض والنفساء ، فلا يقال وجوب القضاء . فرع وجوب الأداء وهو لم يجب عليه سواء كان جنونه طارئا بعد بلوغه عاقلا أو قبله على المشهور ، وهو قول الإمام مالك رضي الله عنه وابن القاسم في المدونة . وأشار بولو إلى رواية ابن الحبيب والمدنيين عن مالك رحمه الله تعالى . إن قلت السنون كخمسة فالقضاء وإن كثرت كعشرة فلا قضاء . [ ص: 130 ] أو أغمي ) عليه ( يوما ) من فجره لغروبه ( أو جله ) بضم الجيم وشد اللام أي : أكثر اليوم ولو سلم أوله ( أو أقله ) أي : نصف اليوم فأقل منه ( و ) الحال أنه ( لم يسلم ) بفتح فسكون من الإغماء ( أوله ) أي : مع طلوع فجر اليوم بأن كان حينئذ مغمى عليه ( فالقضاء ) واجب عليه ; لأن الإغماء والجنون مرض ، وقد قال الله تعالى { فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر } ابن عاشر الأولى كنصفه أو أقله ولم يسلم ليبين أن النصف كالأقل وأن القيد خاص بهما .

( لا ) يجب عليه القضاء ( إن سلم ) من الإغماء مع الفجر وجدد النية حينئذ ، ولو أغمي عليه قبله وأغمي عليه بعد الفجر أقله بل ( ولو ) أغمي عليه بعده ( نصفه ) أي : اليوم ، وإن لم يجدد حين إفاقته مع الفجر لم يصح صومه لانقطاع نيته بالإغماء ويفصل في جنون اليوم الواحد تفصيل الإغماء على التحقيق ، ولا قضاء على نائم ولو كل الشهر إن بيت النية أول ليلة والسكر كالإغماء . وظاهر النقل ولو بحلال وهو ظاهر ; لأنه لا يزول بالإيقاظ فلا يلحق بالنوم ، وقد علل ابن يونس التفصيل في الإغماء بأن المغمى عليه غير مكلف فلا تصح نيته ، والنائم مكلف لو نبه تنبه فهذا يدل على أن السكر مطلقا مثل الإغماء وأن الغيبة للعقل مثله مطلقا ، وقد جعلوا السكر بحلال في الوضوء كالإغماء .




الخدمات العلمية