الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 14 ) حدثنا أبو شعيب الحراني ، ثنا أبو جعفر النفيلي ، ثنا [ ص: 16 ] محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن المسور بن مخرمة ، ومروان بن الحكم أنهما قالا : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالا ، وساق معه الهدي سبعين بدنة ، وكان الناس سبع مائة رجل ، فكانت كل بدنة عن عشرة نفر .

                                                                  قال ابن إسحاق : قال جابر بن عبد الله : كنا أصحاب الحديبية أربع عشرة مائة ، قال الزهري : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان الكعبي ، فقال له : يا رسول الله ، هذه قريش مسيرك ، فخرجوا معهم العوذ المطافيل ، حتى قيل : قد لبسوا جلود النمور ، قد نزلوا بذي طوى يعاهدون الله لا تدخلها عليهم أبدا ، وهذا خالد بن الوليد في خيلهم ، وقد قدموه إلى كراع الغميم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ويح قريش لقد أكلتهم الحرب ، ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب ؟ فإن أصابوني كان الذي أرادوا ، وإن الله أظهرني عليهم دخلوا في الإسلام وافرين ، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة ، فما تظن قريش ؟ فوالله لا أزال أجاهدهم على الذي بعثني الله حتى يظهرني الله أو تنفر هذه السالفة " ، ثم قال : " من يخرج بنا على طريق غير طريقهم الذي هم بها ؟
                                                                  " وذكر نحو حديث معمر عن الزهري .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية