الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      وفي سنة 581 : نازل صلاح الدين الموصل ، وجد في حصارها ، ثم سار وتسلم ميفارقين بالأمان ، ثم مرض بحران مرضا شديدا ، وتناثر شعر لحيته . ومات صاحب حمص محمد بن شيركوه ، فملكها السلطان ولده أسد الدين ، ولقب بالملك المجاهد .

                                                                                      وفي سنة 82 : ابتداء فتنة عظيمة بين الأكراد والتركمان بالموصل والجزيرة وأذربيجان والشام وشهرزور ، ودامت أعواما ، وقتل فيها ما لا يحصى ، وانقطعت السبل حتى أصلح بينهم قايماز نائب الموصل ، وأصلها عرس تركماني .

                                                                                      وفيها قال العماد : أجمع المنجمون في جميع البلاد بخراب العالم عند اجتماع الكواكب الستة في الميزان بطوفان الريح في سائر البلدان ، فشرع خلق في حفر مغائر وتوثيقها ، وسلطاننا متنمر موقن أن قولهم مبني على الكذب ، فلما كانت الليلة التي عينوها لم تتحرك نسمة .

                                                                                      وقال ابن البزوري : لقد توقف الهواء في ذلك الشهر على السواد وما ذروا الغلة .

                                                                                      [ ص: 207 ] وفيها جرت فتنة ببغداد بين الرافضة والسنة قتل فيها خلق كثير ، وغلبوا أهل الكرخ .

                                                                                      وكان الخلف والحرب بين الأرمن والروم والفرنج . وقتل الخليفة أستاذ داره ابن الصاحب ، ووليها قوام الدين يحيى بن زبادة ، وخلف ابن الصاحب من الذهب العين أزيد من ألف ألف دينار ، وكان عسوفا فاجرا رافضيا ووزر جلال الدين عبيد الله بن يونس ، وكان شاهدا ، فارتقى إلى الوزارة .

                                                                                      وفيها بعث السلطان طغرل بن أرسلان بن طغرل السلجوقي أن تعمر له دار المملكة لينزل بها ، وأن يخطب له ، فهدم الناصر داره ، ورد رسوله بلا جواب وكان ملكا مستضعفا مع الملوك ، فمات البهلوان ، فتمكن وطاش .

                                                                                      وفيها فتحت القدس وغيرها ، واندكت ملوك الفرنج ، وكسروا وأسروا ، قال العماد : فتحت ست مدائن وقلاع في ست جمع : جبلة واللاذقية وصهيون والشغر وبكاس وسرمانية ثم أخذ حصن [ ص: 208 ] برزية بالأمان ثم رحل صلاح الدين أيده الله إلى دربساك فتسلمها ثم إلى بغراس فتسلمها ، وهادن صاحب أنطاكية ودام الحصار على الكرك والمطاولة فسلموها لجوعهم ثم أعطوا الشوبك بالأمان ، ثم نازل السلطان صفد .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية