الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            وشرفه في سورة : ( لم يكن ) بأن شرف أمته بثلاثة تشريفات :

                                                                                                                                                                                                                                            أولها : أنهم : ( خير البرية ) [ البينة : 7 ]

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها أن : ( جزاؤهم عند ربهم جنات ) [ البينة : 8 ] .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : ( رضي الله عنهم ) . [ ص: 112 ] وشرفه في سورة " إذا زلزلت " بثلاث تشريفات :

                                                                                                                                                                                                                                            أولها : قوله : ( يومئذ تحدث أخبارها ) [ الزلزلة : 4 ] وذلك يقتضي أن الأرض تشهد يوم القيامة لأمته بالطاعة والعبودية .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : قوله : ( يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم ) [ الزلزلة : 6 ] وذلك يدل على أنه تعرض عليهم طاعاتهم فيحصل لهم الفرح والسرور .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : قوله : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) [ الزلزلة : 7 ] ومعرفة الله لا شك أنها أعظم من كل عظيم فلا بد وأن يصلوا إلى ثوابها ، ثم شرفه في سورة العاديات بأن أقسم بخيل الغزاة من أمته فوصف تلك الخيل بصفات ثلاث : ( والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا ) [ العاديات : 1 ] .

                                                                                                                                                                                                                                            ثم شرف أمته في سورة ( القارعة ) بأمور ثلاثة :

                                                                                                                                                                                                                                            أولها : ( فمن ثقلت موازينه ) .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : أنهم ( في عيشة راضية ) .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : أنهم يرون أعداءهم في ( نار حامية ) .

                                                                                                                                                                                                                                            ثم شرفه في سورة ( ألهاكم ) بأن بين أن المعرضين عن دينه وشرعه يصيرون معذبين من ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                            أولها : أنهم يرون الجحيم .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : أنهم يرونها عين اليقين .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : أنهم يسألون عن النعيم .

                                                                                                                                                                                                                                            ثم شرف أمته في سورة (والعصر) بأمور ثلاثة :

                                                                                                                                                                                                                                            أولها : الإيمان : ( إلا الذين آمنوا ) [ التين : 6 ] .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : ( وعملوا الصالحات ) .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : إرشاد الخلق إلى الأعمال الصالحة ، وهو التواصي بالحق ، والتواصي بالصبر .

                                                                                                                                                                                                                                            ثم شرفه في سورة الهمزة بأن ذكر أن من همز ولمز ، فله ثلاثة أنواع من العذاب :

                                                                                                                                                                                                                                            أولها : أنه لا ينتفع بدنياه البتة ، وهو قوله : ( يحسب أن ماله أخلده كلا ) [ الهمزة : 3 ، 4 ] .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : أنه ينبذ في الحطمة .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : أنه يغلق عليه تلك الأبواب حتى لا يبقى له رجاء في الخروج ، وهو قوله : ( إنها عليهم مؤصدة ) . [ الهمزة : 8 ] .

                                                                                                                                                                                                                                            ثم شرفه في سورة ( الفيل ) بأن رد كيد أعدائه في نحرهم من ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                            أولها : جعل كيدهم في تضليل .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : أرسل عليهم طيرا أبابيل .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : ( جعلهم كعصف مأكول ) .

                                                                                                                                                                                                                                            ثم شرفه في سورة قريش بأنه راعى مصلحة أسلافه من ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                            أولها : جعلهم مؤتلفين متوافقين ( لإيلاف قريش ) .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : ( أطعمهم من جوع ) .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : أنه ( آمنهم من خوف ) .

                                                                                                                                                                                                                                            وشرفه في سورة الماعون ، بأن وصف المكذبين بدينه بثلاثة أنواع من الصفات المذمومة :

                                                                                                                                                                                                                                            أولها : الدناءة واللؤم ، وهو قوله : ( يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين ) [ الماعون : 3 ] .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : ترك تعظيم الخالق ، وهو قوله : ( عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ) [ الماعون : 5 ] .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : ترك انتفاع الخلق ، وهو قوله : ( ويمنعون الماعون ) [ الماعون : 6 ] .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية