الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم وقفوهم إنهم مسؤولون ما لكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون

                                                                                                                                                                                                                                        (22-23) أي إذا أحضروا يوم القيامة، وعاينوا ما به يكذبون، ورأوا ما به يستسخرون، يؤمر بهم إلى النار، التي بها كانوا يكذبون، فيقال: احشروا الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والشرك والمعاصي وأزواجهم الذين من جنس عملهم، كل يضم إلى من يجانسه في العمل.

                                                                                                                                                                                                                                        وما كانوا يعبدون من دون الله من الأصنام والأنداد التي زعموها، اجمعوهم جميعا واهدوهم إلى صراط الجحيم أي: سوقوهم سوقا عنيفا إلى جهنم.

                                                                                                                                                                                                                                        (24) وبعد ما يتعين أمرهم إلى النار، ويعرفون أنهم من أهل دار البوار، يقال: " قفوهم " قبل أن توصلوهم إلى جهنم إنهم مسؤولون عما كانوا يفترونه في الدنيا، ليظهر على رءوس الأشهاد كذبهم وفضيحتهم.

                                                                                                                                                                                                                                        (25) فيقال لهم: ما لكم لا تناصرون أي: ما الذي جرى عليكم اليوم؟ وما الذي طرقكم لا ينصر بعضكم بعضا، ولا يغيث بعضكم بعضا، بعدما كنتم تزعمون في الدنيا، أن آلهتكم ستدفع عنكم العذاب، وتغيثكم أو تشفع لكم عند الله؟!

                                                                                                                                                                                                                                        (26) فكأنهم لا يجيبون هذا السؤال، لأنهم قد علاهم الذل والصغار، واستسلموا لعذاب النار، وخشعوا وخضعوا وأبلسوا، فلم ينطقوا ولهذا قال: بل هم اليوم مستسلمون

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 1467 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية