[ ص: 1 ] بسم الله الرحمن الرحيم
[وبه نستعين ]
[قال ] [الأديب أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد الأشيري : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد الأشيري : أخبرنا ] قال : أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري [الحافظ ]
الحمد لله المبتدئ بالنعم ، بارئ النسم ، ومنشر [الرمم ] ، ورازق الأمم ، الذي علمنا ما لم نكن نعلم ، وصلى الله على [سيدنا ] محمد خاتم النبيين ، وعلى آله الطيبين ، والحمد لله رب العالمين .
[أما ] بعد ، فإنك سألتني رحمك الله عن وحمد السعى فيه ، والعناية به ، وعن تثبيت الحجاج بالعلم ، وتبيين فساد القول في دين الله [بغير فهم ] ، وتحريم الحكم بغير حجة ، وما الذي أجيز من الاحتجاج والجدل ؟ وما الذي كره منه ؟ معنى العلم ، وفضل طلبه ، وما الذي ذم من الرأي ؟ وما حمد منه ؟ وما [جوز ] من التقليد وما [ذم ] منه ؟
[ ص: 2 ] ورغبت أن أقدم لك قبل هذا من والمواظبة عليه ، وكيف وجه الطلب ، وما حمد ومدح [منه ] من الاجتهاد والنصب إلى سائر أنواع التعلم وفضل ذلك ، وتلخيصه بابا بابا مما روي عن سلف هذه الأمة رضي الله عنهم [أجمعين ] لتتبع هديهم ، وتسلك سبيلهم ، وتعرف ما اعتمدوا عليه من ذلك مجتمعين أو مختلفين في المعنى منه ، فأجبتك إلى ما رغبت ، وسارعت فيما طلبت رجاء عظيم الثواب ، وطمعا في الزلفى يوم المآب ، ولما [أخذه ] الله [تعالى ] على المسئول العالم بما [سئل ] عنه من بيان ما طلب منه ، وترك الكتمان لما علمه ، قال الله [تعالى ] ( آداب التعلم وما يلزم العالم والمتعلم التخلق به ، وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : " من سئل [عن علم ] فكتمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار " .