الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            37 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الربيع بن سليم ، ثنا بشر بن بكر ، حدثني ابن جابر قال : سمعت سليم بن عامر ، يقول : سمعت عوف بن مالك الأشجعي ، يقول : نزلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - منزلا فاستيقظت من الليل ، فإذا لا أرى في العسكر شيئا أطول من مؤخرة رحلي ، لقد لصق كل إنسان وبعيره بالأرض ، فقمت أتخلل الناس حتى دفعت إلى مضجع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فإذا ليس فيه ، فوضعت يدي على الفراش ، فإذا هو بارد فخرجت أتخلل الناس أقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى خرجت من العسكر كله ، فنظرت سوادا فرميت بحجر ، فمضيت إلى السواد ، فإذا معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح ، وإذا بين أيدينا صوت كدوي الرحا ، أو كصوت الهصباء حين يصيبها الريح ، فقال بعضنا لبعض : يا قوم اثبتوا حتى تصبحوا أو يأتيكم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : فلبثنا ما شاء الله ، ثم نادى " أثم معاذ بن جبل ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وعوف بن مالك ؟ " فقلنا : أي نعم ، فأقبل إلينا فخرجنا نمشي معه لا نسأله عن شيء ولا نخبره بشيء ، فقعد على فراشه ، فقال : " أتدرون ما خيرني به ربي الليلة ؟ " فقلنا : الله ورسوله أعلم قال : " فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة ، وبين الشفاعة ، [ ص: 164 ] فاخترت الشفاعة " قلنا : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلنا من أهلها قال : " هي لكل مسلم " .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ورواته كلهم ثقات على شرطهما جميعا وليس له علة ، وليس في سائر أخبار الشفاعة : " وهي لكل مسلم " .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية