الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
لحوم الأجنة : غير محمودة لاحتقان الدم فيها ، وليست بحرام لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ذكاة الجنين ذكاة أمه ) .

ومنع أهل العراق من أكله إلا أن يدركه حيا فيذكيه ، وأولوا الحديث على أن المراد به أن ذكاته كذكاة أمه . قالوا : فهو حجة على التحريم ، وهذا فاسد فإن أول الحديث أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ( يا رسول الله نذبح الشاة فنجد في بطنها جنينا أفنأكله ؟ فقال : " كلوه إن شئتم فإن ذكاته ذكاة أمه ) .

وأيضا : فالقياس يقتضي حله فإنه ما دام حملا فهو جزء من أجزاء الأم ، فذكاتها ذكاة لجميع أجزائها وهذا هو الذي أشار إليه صاحب الشرع [ ص: 348 ] بقوله : " ذكاته ذكاة أمه " كما تكون ذكاتها ذكاة سائر أجزائها ، فلو لم تأت عنه السنة الصريحة ، بأكله لكان القياس الصحيح يقتضي حله .

التالي السابق


الخدمات العلمية