الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            واعلم أن الكلام في هذه الأنواع الثمانية من الدلائل على أقسام :

                                                                                                                                                                                                                                            فالقسم الأول : في تفصيل القول في كل واحد منها ، فالنوع الأول من الدلائل : الاستدلال بأحوال السماوات ، وقد ذكرنا طرفا من ذلك في تفسير قوله تعالى : ( الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء ) [البقرة : 22] ولنذكر ههنا نمطا آخر من الكلام :

                                                                                                                                                                                                                                            [ ص: 163 ] روي أن عمر بن الحسام كان يقرأ كتاب المجسطي على عمر الأبهري ، فقال بعض الفقهاء يوما : ما الذي تقرءونه ؟ فقال : أفسر آية من القرآن . وهي قوله تعالى : ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها ) [ق : 6] فأنا أفسر كيفية بنيانها ، ولقد صدق الأبهري فيما قال ؛ فإن كل من كان أكثر توغلا في بحار مخلوقات الله تعالى كان أكثر علما بجلال الله تعالى وعظمته . فنقول : الكلام في أحوال السماوات على الوجه المختصر الذي يليق بهذا الموضع مرتب في فصول :

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية