الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  3552 حدثنا حفص بن عمر قال : حدثنا عبد الله بن رجاء قال : أخبرنا سعيد بن سلمة قال : حدثني أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة ، أنه سمع أبا حبيش الغفاري ، يقول : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تهامة ، حتى إذا كان بعسفان جاءه أصحابه فقالوا : [ ص: 317 ] يا رسول الله ، جهدنا الجوع ، فأذن لنا في الظهر أن نأكله ، فقال : " نعم " فأخبر بذلك عمر ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله ما صنعت ؟ أمرت الناس أن يأكلوا الظهر ، فعلى ماذا يركبون ؟ قال : " ما ترى يا ابن الخطاب " قال : أرى أن تأمرهم ـ وأنت أفضل رأيا ـ أن يجمعوا فضل أزوادهم في ثوب ، ثم تدعو الله لهم ، فإن الله يستجيب لك ، فأمرهم ، فجمعوا فضل أزوادهم في ثوب ، ثم دعا الله لهم ، ثم قال : " ائتوا بأوعيتكم " فملأ كل إنسان منهم وعاءه ، ثم أذن النبي صلى الله عليه وسلم بالرحيل فلما ارتحلوا أمطروا ما شاء الله ، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم ونزلوا معه ، وشربوا من الماء هم والكراع ثم خطبهم .

                                                  فجاء نفر ثلاثة ، فجلس اثنان مع النبي صلى الله عليه وسلم وذهب الآخر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " ألا أخبركم عن النفر الثلاثة ؟ : أما واحد فاستحيا فاستحى الله منه ، وأما الآخر فأقبل تائبا فتاب الله عليه ، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه "
                                                  . لا يروى هذا الحديث عن أبي حبيش إلا بهذا الإسناد تفرد به : عبد الله بن رجاء .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية