السؤال
السلام عليكم.
في البداية: ما دفعني لطلب الاستشارة في الموضوع هو أنني رأيت بروفيسورًا في علم النفس يتكلم في أحد القنوات ويقول بأن هناك أشخاصًا نهاريين، وأن هناك أشخاصًا ليليين، فالنهاري يعمل في النهار، والليلي أفضل شيء له هو أن يعمل في الليل، وإنتاجيته في النهار تكون ضعيفة، ولا يستطيع العمل، ويصعب عليه ذلك, كذلك النهاري يصعب عليه العمل بالليل.
ما مدى صحة هذه المعلومة؟
وكيف أربطها مع قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا*}
في الحقيقة: هذه المعلومة جعلتني أفكر كثيرًا، حيث إنني كنت في السابق -عندما كنت موظفًا بنظام (الورديات أو الشفتات)- كنت أطلب أن أثبت شِفْتي (عملي) بالليل، وكنت أستمتع كثيرًا بذلك حيث هدوء المكان، وكذلك أني متعود على سهر الليل، وليست عندي مشكلة في ذلك.
وفي المقابل أجد صعوبة في الاستيقاظ الباكر في الصباح، والعمل في النهار, وتنتابني ضيقة أثناء العمل, ورغبة في الخروج من العمل.
علمًا أن لدي اكتئاب، ولكني –الحمد لله- مرتاح مع الدواء.
نومي ليس ثابتًا أبداً منذ سنين، فمثلًا أنام اليوم بعد صلاة العشاء مباشرة، وأستيقظ قبل الفجر بساعة، ثم أنام غدًا بعد العشاء بساعة أو ساعتين, وأستيقظ الفجر, ثم اليوم الذي بعدة أتأخر ساعة أو ساعتين في النوم والاستيقاظ، وهكذا حتى يصبح وقت نومي مرة في الظهر، ومرة في العصر، ثم تجدني أنام بعد المغرب, وهكذا، وهذا الوضع منذ عدة سنين؛ مما يجعلني أحيانًا -إذا أصبح وقت نومي هو الساعة العاشرة صباحًا- وكان لدي عمل فإني أذهب بدون نوم, وأعود متعبًا، وأنام, وهكذا.
فليست لدي ساعة معينة أنام فيها، حاولت أن أعوِّد نفسي على النوم بعد صلاة العشاء مباشرة، وأستيقظ قبل الفجر، ولكن لم أستطع أن أستمر أكثر من 4 أيام، فلا بد من شيء يؤخرني قليلًا، فيتأخر الاستيقاظ, وتستمر المعاناة.
وذلك كان سبب الاكتئاب لترك العمل، والآن بعد أن خف الاكتئاب كثيرًا -والحمد والفضل لله سبحانه وتعالى- ثم للطبيب الفاضل الذي لن أنساه, ولن أنسَ فضله -محمد عبد العليم-، ولكن مشكلة النوم لازالت؛ فأحببت أن أستفسر، هل هناك فعلًا أشخاص يبدأ نشاطهم في الليل، وأشخاص آخرون في النهار؟
وهل تنصحني أن أبحث عن عمل يكون نشاطي فيه في الليل ؟
وهل هناك أضرار على الصحة على المدى البعيد في حال الاستمرار في العمل في الليل؟
جزاكم الله خيرًا.