السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي بعض التساؤلات أتمنى منكم الإجابة عليها، وجزاكم الله خيراً.
1- ما النصائح المهمة للتعامل مع الآخرين؟
2- ما هي الطرق التي تحبب الآخرين بنا، وتقربهم لنا، وتجعلهم يبحثون عنا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي بعض التساؤلات أتمنى منكم الإجابة عليها، وجزاكم الله خيراً.
1- ما النصائح المهمة للتعامل مع الآخرين؟
2- ما هي الطرق التي تحبب الآخرين بنا، وتقربهم لنا، وتجعلهم يبحثون عنا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حوراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بدايةً: نرحب بك -ابنتنا الفاضلة– في موقعك، ونشكر لك هذا السؤال الذي يدل على عقل كبير، وعلى عقلية اجتماعية ناضجة، ونسأل الله أن يحببك إلى خلقه، وأن يحبب إليك الصالحين منهم، وأن يقرب إليك الصالحات، وأن يشغلك بالطاعات، وأن يرفع لك الدرجات، هو ولي ذلك والقادر عليه.
وحقيقةً الإنسان مهم جدًّا أن يسأل عن كيفية التعامل مع الآخرين -وخاصة المسلم–؛ لأن الدين هو المعاملة، وكثير من الناس ربما يفقد كثيرا من الأجور التي يحصل عليها بصلاته وصيامه وركوعه وسجوده لسوء معاملته مع الآخرين، ولذلك الدين المعاملة، فديننا اهتم بهذا الجانب غاية الاهتمام، والإنسان ينبغي أن يعامل الآخرين كما يُحب أن يعاملوه، وينبغي أن يعاملهم انطلاقًا من المعاني الإنسانية والأخوة الإيمانية وُفق الضوابط الشرعية، وعليه دائمًا أن يتجنب جرح مشاعرهم، أو إدخال الحزن عليهم، فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، ولا يحسده، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم–: (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، والتقوى ها هنا – وأشار إلى صدره –) عليه صلاة الله وسلامه.
ونوصيك بقراءة سورة الحجرات لما فيها من الآداب: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ... } الآيات الكريمة التي نهت عن السخرية، ونهت عن اللمز، ونهت عن الغيبة، ونهت عن التجسس، ونهت عن سوء الظن، هذه هي القواعد الهامة التي جاء بها الإسلام ليرسم لنا الكيفية التي نتعامل بها مع الآخرين.
والإنسان أيضًا ينبغي أن يتجنب ظلم الناس، وخير للإنسان أن يكون عبد الله المظلوم، وأن تكون أمة الله المظلومة وليست الظالمة، فهذا باب واسع، والنصوص جاءت في هذا.
وندعوك إلى قراءة تفسير سورة الحجرات، وأيضًا الوقوف على كثير من الآيات التي فيها توجيهات بحسن المعاملة للناس، فخير الناس أنفعهم للناس، والله تعالى يقول: {وقولوا للناس حُسنًا} والنبي - عليه الصلاة والسلام – هو قدوتنا في هذا عليه صلاة الله وسلامه.
وأما بالنسبة للطرق التي تُحبب الآخرين بنا وتقربهم لنا وتجعلهم يبحثون عنا فهي: البشاشة، والابتسامة في وجوههم، وإحسان الظن بهم، وذكر محاسنهم، وإظهار الشفقة والرفق عليهم، ومد يد الإحسان والمعاونة لهم، والمؤازرة والمناصرة والوقوف إلى جوارهم في أحزانهم، والمشاركة في أفراحهم؛ فهذه كلها من المعاني التي جاءت بها هذه الشريعة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها.
وعلى كل حال فإن الإنسان يستطيع أن يسع الناس بأخلاقه، ولن يستطيع أن يسترضيهم بأمواله، ولذلك حسن الخلق هو الذي يجعل الإنسان فعلاً حاملاً للمسك يلتفَّ حوله الناس، يحبه الناس، ويأنس به الناس، والشريعة تدعونا إلى هذا، فخير الناس أنفعهم للناس، والنبي -عليه الصلاة والسلام– يقول: (إن من خياركم أحاسنكم أخلاقًا، الموطؤون أكنافًا) يعني متواضعين، (الذين يألفون ويُؤلفون) ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف.
هذه معاني ينبغي أن تكون واضحة، وباختصار فإن الإجابة النموذجية لسؤالك – ابنتنا الفاضلة – يكمن في التمسك بالآداب التي جاء بها الرسول - صلى الله عليه وسلم – ووردت في سنة النبي، وفي هديه، ووردت في القرآن الكريم، وهي دعوة إلى الإحسان إلى الوالدين، ثم تتسع الدائرة إلى الإحسان إلى الأرحام، ثم تتسع الدائرة إلى الإحسان إلى الجيران، ثم تتسع الدائرة إلى الإحسان إلى الناس، ثم تتسع الدائرة إلى الإحسان للحيوانات، ثم تتسع الدائرة للإحسان في التعامل مع البيئة، فالإسلام دعوة للإحسان، وإذا كان الإنسان محسنًا فإنه محبوب.
نسأل الله أن يُحبب الناس إليك، وأن يُحببك إلى الصالحين منهم، وأن يعينك على حسن الصحبة للصالحات، وأن يهيأ لك في حياتك المستقبل السعيد، هو ولي ذلك والقادر عليه.