الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطرب مزاجي فتغيرت معاملتي للأطفال ولزوجي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذا الموقع الممتاز.

أريد مساعدتكم في حل مشكلتي، لأني لا أعرف ماذا أفعل؟
عمري 36 عاماً، ومتزوجة، وعندي ولد واحد عمره سنتان.

كنت قبل الزواج سعيدة، لكن كنت عندما يأتينا ضيوف في البيت كنت أدخل غرفتي وأجلس فيها بمفردي، حتى لو كنت أريد دخول الحمام فلا أذهب إليه حتى يخرج الضيوف من البيت.

كنت أتمنى أن أتزوج وأعيش حياتي ويكون عندي أطفال، لأني أحب الأطفال، وكذلك الأطفال يحبونني –كأولاد أخواتي- كنت أحضنهم وألعب معهم.

ولما تزوجت ابتعدت عنهم لأني تزوجت من رجل بعيد عن منطقتي التي أعيش فيها، وإذا أردت زيارة أهلي كنت أسافر إليهم سفرا لبعد المسافة، فكنت أزورهم في السنة مرة واحدة وأجلس عندهم شهراً ثم أرجع.

كنت أحب أن أشتغل عندما أتزوج، لكني حملت بعد الزواج مباشرة، قلت بعد الولادة سأشتغل، ولما ولدت ذهبت للشغل لكن زوجي لا يريدني أن أذهب، لأن شغلي كان دوامين، ومتعبٌ لي ولولدي، فتركت الشغل.

فكرت أعمل حضانة في البيت، لأني كنت أعاني أين أضع ولدي عند الذهاب لعملي، وأم زوجي كبيرة في السن، وأخوات زوجي عند أطفالهم، ولا يستطيعون أخذ ولدي عندهم، كنت مدرسة في روضة، قبل الزواج فكرت أعمل حضانة، فجاء10 أبناء، وتعبت معهم، لأنه لا يوجد في الحضانة مكانٌ يلعبون فيه، وكان ولدي ما يزال صغيرا.

الآن عندي في الحضانة ولد جارتي وولد أخت زوجي، لكن المشكلة أنه عندما يدخلون البيت تأتيني حالة غريبة، أحب أن أضربهم ضربا مبرحا -وأنا لم أكن هكذا من قبل، بل كنت أحب الأطفال- وعندما أضربهم وينامون أجلس أصيح، بل أصبحت أضرب ولدي، وكنت أفتعل المشاكل مع زوجي، وأجلس في البيت مكتئبة لأني لا أدري ماذا أعمل؟ بل أصبحت أدخن؛ أنا خائفة على الأطفال لأني أحبهم وأخاف عليهم، حتى في بعض الأحيان آخذهم وأحضنهم وأجلس أصيح لأني لا أدري ماذا أعمل؟ تعبت، حتى حياتي الزوجية صارت مثل الجحيم، وأنا خائفة على ولدي لأنه أصبح يضرب الأطفال ويعمل مثلما أعمل له وللأطفال.

ساعدوني؟ هل أنا مصابة بانفصام الشخصية أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هاشم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا، وعلى حبك للأطفال، نفع الله بك.
من الواضح أنه حصل شيء ما في نفسك وفي حياتك، وأطمئنك أنه قطعاً ليس بالفصام، فللفصام أعراض أخرى غير هذه التي ذكرت.

يغلب على ظني من خلال رسالتك أن عندك حالة من الاضطراب أو المرض العاطفي، ومن أحد أشكاله الاكتئاب، حيث تميل المرأة المصابة إلى العصبية، وتغيّر المزاج، والسلبية، والتشاؤم، وصعوبة العلاقات الزوجية وغيرها، بالإضافة لأعراض أخرى لم ترد في رسالتك، كاضطراب النوم، وضعف الشهية للطعام، وربما نقص الوزن.

وإذا بدأت عندك حالة الاكتئاب وعمر طفلك ما زال صغيرا، فليس غريباً أنك تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، والذي يصيب الكثير من الأمهات بعد الولادة، والذي قد يستمر أحياناً من دون علاجٍ لسنة أو أكثر.

لا أرى الآن أنك في حالة نفسية تُمكّنك لتشرفي على الأطفال، بالرغم من محبتك لهم، فليس من المقبول أن تكوني مشرفة روضة وتقومين بضرب الأطفال، بالإضافة لضرب طفلك، وهو الآن يتعلم تكرار هذا السلوك.

يقول الرسول الكريم: "إن لنفسك عليك حقا" فلا بد لك أولاً وقبل أي شيء آخر أن ترعي نفسك من خلال العمل على معرفة ما يجري لك، وذلك عن طريق زيارة الطبيب النفسي، والوصول للتشخيص المناسب ومن ثم العلاج، سواء كان العلاج الدوائي أو العلاج النفسي أو كلاهما معا.

هل يمكن أن تأخذي إجازة من الروضة وتوقفيها حتى تصبحي في حال أفضل وتستعيدي ما كنتِ عليه من النفسية الطيبة السليمة والمحبة للأطفال؟

وفقك الله، ونفع بك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً