السؤال
السلام عليكم
هل دعوة سيدنا يوسف كانت لصاحبي السجن فقط، أم لعامة الناس من بني إسرائيل والمصريين؟
السلام عليكم
هل دعوة سيدنا يوسف كانت لصاحبي السجن فقط، أم لعامة الناس من بني إسرائيل والمصريين؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ kifouk حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا.
دعوة سيدنا يوسف -عليه السلام- كانت لقومه بني إسرائيل، ولا يعني هذا أنه لا يدعو من يقابله ويلتقي به، فالأنبياء كما يقول العلماء وإن بعث الواحد منهم إلى قومه خاصة، لكنه يعرض الإيمان والتوحيد على من لقيه، فمن كان في طريق هذا الرسول أو هذا النبي عرض عليه التوحيد والإيمان، ويلزم هذا المدعو الإيمان وتوحيد الله تعالى ونبذ الشرك، وهذا ما فعله يوسف -عليه السلام- في دعوته لصاحبي السجن؛ فإنه لما علم أن أحدهما هالك سيقتل بادر عليه السلام بدعوتهما إلى توحيد الله تعالى ونبذ الشرك، وهذا لا ينافي كون الأنبياء غير النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قد بعثوا إلى أقوامهم خاصة، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : (أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي ومنها قوله كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة).
فهذا المراد به التكليف بإبلاغ الناس جميعاً الدعوة وتكليفهم باتباع شريعة النبي المرسل، فالأنبياء قبل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ما كانوا يكلفون إلا بدعوة أقوامهم، هذا النوع من الدعوة، فلم يكلفهم الله تعالى حمل عبء الدعوة العامة لكل البشر، ولكن الله تعالى أهل محمداً -صلى الله عليه وسلم- لهذه المهمة وبعثه لها.
فيوسف -عليه السلام- كان مبعوثاً إلى قومه خاصة، ولكنه دعا من قابله ولقيه إلى دين الله تعالى الحق ونبذ الشرك، فدعا صاحبي السجن وختم الحديث معهما بضمير الجمع بعد أن بدأه بالتثنية، فقال في أول الخطاب: يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار؛ ثم قال ما تعبدون من دونه، وهذا ضمير للجمع ليدخل معهما غيرهما ممن يعبد غير الله تعالى.
ويرى بعض العلماء أن بعض الأنبياء كانوا يكلفون بدعوة الناس جميعاً إلى التوحيد، لا إلى آحاد وأفراد التشريعات، فكانوا يكلفون بإبلاغ التوحيد إلى الناس كافة، أما الشرائع والأحكام فلم يكلفوا بإبلاغها للناس عامة، هذا رأي آخر.
وعلى كل تقدير اتضح لك من هذا كله بأن يوسف -عليه السلام- دعا المصريين في السجن وخارج السجن إلى توحيد الله تعالى؛ لأنهم قابلوه والتقوا به، فبين لهم دين الله تعالى الحق وأقام الأدلة على التوحيد وبطلان الشرك، فكان يلزمهم أن يستجيبوا لهذه الدعوة.
نسأل الله تعالى أن يفقهنا وإياك في دينه.