الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بصداع شديد في كل مناطق الدماغ بعد تركي للدواء النفسي.. ماذا أفعل؟

السؤال

تعالجت لأكثر من 3 سنوات ونصف من الوسواس القهري ولم أشف، ومنذ 3 أشهر قررت إيقاف الدواء بسبب عدم جدواه وتكلفته التي لم أستفد منها ، كنت آخذ فافرين 100 وسيرباس 100 وبيدريمين 100 ، فتوقفت عن الفافرين بالتدريج لأن المتبقى كان نصف شريط ، أما الباقي فالمتبقي كان حبتين أو ثلاثا فتوقفت عنها بالتدريج ما استطعت، لكن بعد توقفي عن العلاج أحسست بصداع شديد في كل مناطق الدماغ ، ومنذ 3 أسابيع ذهبت لطبيب لكي أتخلص من الأعراض الانسحابية فكتب لي فيتازنك مرة بعد الغذاء وكالميبام 3 مرة مساءً، وبعد أسبوع خففها إلى 1.5 وقال لي أن أستمر عليهما شهر ونصف، ولكن لا زال الصداع شديداً ولا أتحمله، فهل أكمل الشهر ونصف أم أذهب لطبيب آخر يعطيني دواء أكثر تركيزاً من كالميبام 3 لأني لا أتحمل هذا الصداع الشديد، وأنا لا أريد أن أتعالج من الوسواس القهري فلقد يئست تماماً من ذلك بعد أن طرقت أبواب 4 أطباء ولمدة طويلة، ما أريده هو إيقاف هذا الصداع الرهيب الذي لا يفارقني ثانية واحدة وينغص علي حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا أدري هل هذا الصداع الشديد بدأ بعد توقفك عن تناول الفافرين فقط أم بعد توقف كل الأدوية الثلاثة التي كنت تأخذها؟ لأنها أيضًا خاصة السيرباس يُسبب أعراضا انسحابية مثله مثل الفافرين.

على أي حال: مهما كان السبب، طالما أن هذا الصداع ظهر بعد توقف الأدوية نهائيًا، فيجب عليك أن تعود إلى الجرعة التي كنت تأخذها من هذه الأدوية قبل حدوث الصداع، ثم تثبت هذه الجرعة لفترة من الوقت، ثم بعد ذلك يتم السحب بتدرُّج وبوتيرة أبطأ ممَّا حصل في السابق.

هذا هو العلاج لهذا الصداع طالما حصل بعد التوقف من الأدوية، الـ (كالميبام) والأدوية الأخرى ليست علاجًا لهذا الصداع؛ لأن هذا الصداع ناتج عن انسحاب أدوية بعينها، فيجب أن تعود لتناول هذه الأدوية، وبعد ذلك يتم سحبها بدرجة أقل أو بوتيرة أبطأ شديدًا، حتى لا يعود الصداع مرة أخرى.

أما بخصوص اليأس من علاج الوسواس القهري: يا أخي الكريم: لا تيأس، علاج الوسواس القهري ليس بالأدوية فقط، العلاج النفسي - خاصة العلاج السلوكي المعرفي - أثبت فعالية كبيرة جدًّا من خلال الأبحاث لعلاج الوسواس القهري الاضطراري، وبعض الأطباء يقولون: لابد من الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي، العلاج الدوائي لوحده غير كاف لعلاج الوسواس القهري.

والشيء الآخر: عند المعالجة بالعلاج النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي لا يحتاج الشخص لجرعة كبيرة من الأدوية، وهذا ما حصل معك، وأيضًا عند التوقف من الأدوية لا ترجع أعراض الوسواس القهري مرة أخرى.

فإذًا عليك أولاً بمعالجة الصداع - كما ذكرتُ - بالطريقة التي شرحتُها لك.

ثانيًا: عليك بالعلاج السلوكي المعرفي لعلاج الوسواس القهري، والاثنين مكمِّلين لبعض: علاج الوسواس القهري وعلاج الصداع.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً