السلام عليكم

منذ الولادة القيصرية من 3 شهور ونصف وأنا أشعر بالتعاسة والقلق والخوف من المستقبل، والخوف على أولادي وزوجي.

بالتحديد تراودني أفكار أن زوجي -لا قدر الله- سيموت ويتركني وحدي مع الأولاد، وأنا حياتي ستكون تعيسة من دونه، خاصة أن أولادي متعلقون جداً بوالدهم، فأتخيل حالهم بعده وأقول لنفسي: إذا حصل له شيء سأقتلهم لأريحهم من الحزن والهم!

أرجوكم ساعدوني، مع العلم أن زوجي يتمتع بصحة جيدة، والحمد لله، فأتحسن أحياناً وتعود لي الأفكار مرة أخرى، حتى إني لم أعد أستمتع بالنشاطات والزيارات العائلية، وعيشتي منغصة، وأقوم بواجباتي المنزلية بصعوبة بالغة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المستقبل بيد الله، والخير كله من الله، وواجبنا الشكر لله وحسن الظن بالله، ورسولنا كان يحب الفأل الحسن.

انظري للحياة بأمل جديد، وبثقة في ربنا المجيد، وأبشري وأملي ما يسرك، واسألي الكريم المنان التوفيق والحفظ والسداد.

علاج الوساوس يبدأ بإهمالها ثم بالتشاغل عنها بعد التعوذ بالله العظيم من شيطان رجيم حقير كيده ضعيف يأتى بها، واحمدي الله الذي رد كيده إلى الوسوسة.

تذكري أن هم هذا العدو هو أن يحزن أهل الإيمان، ولكن الأمر كما قال الله: (وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله) فكوني مع الله، ولا تبالي، واشغلي نفسك بالخير والذكر والتلاوة والإنابة قبل أن يشغلك الشيطان بغيرها من الأمور السالبة التي لا تقدم ولا تؤخر.

إذا كان زوجك يتمتع بصحة جيدة فاحمدوا الله واهب النعم، واشتغلي مع زوجك بالطاعات، وحفظ الجوارح ليحفظكم الله ويديم عليكم نعمة القوة والفتوة، واحرصوا على البر وصلة الرحم، وفعل الخير فإن ذلك مما يطيل الأعمال، وأكثروا من الدعاء، فلا يرد القضاء إلا الدعاء، فالدعاء من قدر الله، والفقيه هو الذي يرد أقدار الله بأقدار الله، كما قال ابن القيم رحمه الله.

أرجو أن تقفي مع نفسك، وتفكري في أمر الوساوس، فالشيطان يخوفك من موت زوجك، وزوجك بين يديك لا تري عليه إلا الصحة والعافية بفضل الله، فكيف تصدقين الأوهام وتكذبين الواقع؟! فلا تتعبي نفسك، ولا تفكري في عبور جسر قبل الوصول إليه.

اعلمي أن الله هو الحافظ لك ولأطفالك ولزوجك، وهو سبحانه خير حافظاً، وهو أرحم الراحمين.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله في السر والعلن، والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والإكثار من ذكر الله ومن الصلاة والسلام على رسول الله، ومن الاستغفار، فإن في ذلك ذهاب الهموم والغموم.

أكثري من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز، وذكر لله واستعانة به سبحانه.

تجنبي الوحدة جهدك، لأن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وجالسي الصالحات، واشغلي نفسك بالطاعات، وبخدمة الزوج والأبناء، واحتسبي في كل ذلك، فإن لم تجدي جليسات فكتاب الله جليس لا يمل، وصاحب لا يغش.

اطردي الوساوس عند ورودها، وتشاغلي بغيرها، ورددي: آمنت بالله، كما وجهنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في قوله: (ثم ليقل آمنت بالله ثم لينته).

عاملي عدونا الشيطان بنقيض قصده، واعلمي أنه يهرب إذا ذكرنا ربنا، ويتأسف لاستغفارنا، ويحزن إذا تبنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا.

تواصلي مع موقعك، واطلبي مساعدة المختصين والمتخصصات، واعلمي أن الجميع يتشرفون بخدمة رواد الموقع.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.