الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لي رجل ذو خلق ودين وعيبه أنه سمين وأصلع

السؤال

عمري 32 عام ولم أتزوج حتى الآن، تقدم لي إنسان محترم وله مكانة علمية كبيرة، أكبر مني بــ (15) عاماً وأنا لا أشعر بالقبول له من ناحية الشكل فقط فهو بدين وأصلع؛ لكن من باقي النواحي فهو متدين ومحترم، ولكن هاتان المشكلتان تقفان في سبيل ارتياحي وقبولي بفرحة، وهي مشكلة فارق السن، وكذلك عدم قبول الشكل.

فهل أقبله نظراً لباقي مميزاته، كما أنني أيضاً لم أعد صغيرة، أم أن هذين السببين سوف يكونان سبب في عدم ارتياحي له بعد ذلك؛ لأني تزوجت من شخص لا أقبله من الناحية الشكلية، فكل واحدة في الدنيا تريد عندما أن تتزوج أن تفخر بزوجها وأنا سأفخر به بعلمه وعمله، ولكنه من الناحية الشكلية غير مناسب لي، وأشعر أنني سأخجل من شكله بجانبي بعد ذلك.

أرجوكم ماذا أفعل؟ قمت بعمل استخارة وأرسلت سؤالي للشبكة عسى الله أن يهديني لما فيه الصواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Somya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بزوج صالح مبارك يكون عوناً لك على طاعة الله وتسعدين معه.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فلابد لكل إنسان عاقل أن تكون متطلباته في حدود ظروفه وإمكاناته، حتى يكون واقعياً ويستطيع التأقلم مع الظروف التي يعيشها، ويوفر لنفسه بعد توفيق الله قدراً من الرضا والقناعة بها ليكون سعيداً.

وإنه ومما لا شك فيه أن الجسم المتناسق والصورة الحسنة والمظهر الجميل له أثره في النفس، إلا أن هذه الأمور رغم أهميتها ليست بأمور جوهرية أو أكثر أهمية من غيرها، بل إن الخلق والدين والأمن المادي أهم منها بكثير؛ لأن هذه أمور تقوم بها الحياة فعلاً.

ولذلك أرى أن تتوكلي على الله وتقبلي بهذا الشخص، ومع الأيام سيصبح منظره مألوفاً لديك، ولن تجدي ذاك النفور الذي تخافين منه مستقبلاً، خاصة في مرحلة سنية يجب مراعاتها، شريطة أن تكوني متأكدة فعلاً من خلقه ودينه؛ لأن هذه مقومات أساسية أنت تضحين من أجلها، فإذا كانت متوفرة بجوار الأمن والاستقرار المادي فتوكلي على لله، ولن تندمي على ذلك مستقبلاً بإذن الله.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد!


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة