الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة جدي أصبحت مكتئبًا ونظرتي تشاؤمية، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمي محمود، عمري 14 سنة، أعيش في سوريا، أنا متعلق بأهلي كثيرًا، توفي جدي منذ حوالي السنتين، كنت متعلقًا به كثيرًا أكثر من أبي، حزنت عليه كثيرًا بعد وفاته، أصبحت أخاف على أهلي أن يصيبهم ضر، صرت أخاف من المستقبل، أعاني من الاكتئاب، لا أشتهي شيئًا، وأصبحت لا أهتم بشيء.

دائمًا أشعر بحزن، وأصبحت نظرتي للمستقبل تشاؤمية، ودائمًا ما أفكر بأفكار سلبية والتفكير بالموت، والتفكير بالانتحار، والتخطيط له، وأشعر أيضًا بأن الحياة حلم، وأشعر بأن الأشياء التي حولي غير حقيقية، ولا أدرك الزمن أشعر، وكأن الزمن مشوش، وعندما أشعر بهذا الشعور أبكي كثيرًا، فقدت الشغف من الحياة.

ظهرت علي الأعراض منذ حوالي شهر، هل أحتاج إلى طبيب نفسي؟ وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك بهذا السؤال، ونسأل الله لك دوام الصحة والعافية، ونسأل الله تعالى أن يرحم جدّك، وأن يرحم جميع أمواتنا وأموات المسلمين.

الأعراض الاكتئابية تظهر عادةً نتيجة لأسباب عديدة، قد تكون بيولوجية، أو اجتماعية، أو نفسية، أو روحية، فأحيانًا تكون الأعراض الاكتئابية أيضًا نتيجة الفقدان، أي أن يفقد الشخص أعز ما يملك، إذا كانوا أناسًا، أو مالاً، أو وظيفة، أو صحة، وما إلى ذلك، وقد يتجاوز الشخص المحنة، أو المصيبة التي ألمَّت به، ويرجع إلى حالته النفسية المستقرّة، وقد تتفاقم الأعراض وتصل بالشخص إلى درجة التفكير في التخلص من حياته، وهذه تعتبر درجةً حادّة من الأعراض، وتحتاج إلى تدخُّلٍ طبي عاجل حتى لا يحدث ما لا تُحمد عقباه.

وعلى الشخص في هذه الحالة التفكير في البدائل في حل المشكلة غير هذا الطريق الذي يقود إلى الهاوية، وعليه أن يتذكّر رحمة الله تعالى وفرجه القريب، ولا يستسلم لمثل هذه الأفكار، ويتذكّر أنه إذا فعل ذلك، فإن العقوبة تكون خلودًا في النار والعياذ بالله.

فنقول لك - ابننا العزيز - أنت لا زلت في بداية شبابك، ويُرجى منك الكثير، وأمامك الأبواب مفتّحة والفرص الحياتية متوفرة، فلا تُضيّق على نفسك، بل اخرج من هذا النفق المظلم، وغيّر النظرة السوداوية للحياة، وانظر بعين التفاؤل والأمل، وضع لنفسك أهدافًا واضحة، واسعَ في تحقيقها، وصادق الأخيار من الشباب، والتزم بأداء واجباتك الدينية كالصلاة وبر الوالدين، ومارس هواياتك المفضّلة، وستنقشع السحابة السوداء -إن شاء الله-، وتنعم بكل ما هو مُفرح ومبهج في هذه الحياة.

وإذا شعرت بأن هذه الأعراض ما زالت تنتابك، أو مستمرة معك يوميًا؛ فنُرشدُك إلى الذهاب إلى الطبيب النفسي كي يُساعدك بأخذ بعض العلاجات الدوائية، التي قد تُحسّن من الحالة فورًا، وتُرجعك إلى حالتك الطبيعية -إن شاء الله-، ولا شفاء إلا بإذن الله سبحانه وتعالى.

نسأل الله سبحانه وتعالى لك الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً