الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استخدمت العديد من الأدوية النفسية ولم أتحسن، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم
ردودكم وتعاونكم هو ما شجعني على المشاركة.

أنا بعمر ٢٩ سنة، وآخذ (بروزاك وفالدوكسان) منذ فترة طويلة ولا يوجد تحسن، ساءت حالتي هذه الفترة بسبب ما يحدث في عائلتي من مشاكل، بكاء واكتئاب شديد، صداع واستفراغ وغثيان، نوبات هلع، كوابيس، تعرق شديد، أثّر كل ذلك على حياتي اليومية، ولا أستطيع الذهاب إلى العمل.

دكتوري يقول: لا أعلم ماذا أصف لكم؟ وأي دواء؟ جربنا كل شيء، ولا يوجد لدي ما يكفي من المال لأذهب إلى أطباء آخرين، والأدوية التي جربتها (سيروكسات، سبراليكس، سامبلتا، ميرزاجن، فيكسل).

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

التركيز على العلاجات النفسية والسلوكية التأهيلية، والاجتماعية والإسلامية يكون أفضل في بعض الأحيان، وذلك بجانب تناول الدواء طبعًا.

أنت ذكرت أن هنالك صعوبات ومشاكل عائلية، ربما تكون هي التي ساعدت في استمرار عُسر المزاج والاكتئاب الذي لديك، ويجب أن تحدث معالجات لهذه المشاكل، أي نوع من الحلول سوف يكون مقبولاً، المهم أنها ستتصدى للمشاكل ولا تتركها كما هي، وأنا متأكد أنه من جانبك ستساهمين مساهمات إيجابية لتغيير الظروف العائلية والتقليل من هذه المشاكل.

حتى إن بقيت المشاكل طبعًا برامجك العلاجية يجب ألَّا تتوقف، خاصة البرامج الاجتماعية: حسن التواصل الاجتماعي، حُسن إدارة الوقت، ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وأن تحرصي على القيام بواجباتك الاجتماعية.

في ذات الوقت على المستوى الإسلامي: لا بد أن تحرصي على الصلاة في وقتها، ويكون لك ورد قرآني يومي، والأذكار قطعًا عظيمة جدًّا، واسعي دائمًا لبر والديك، فبر الوالدين قطعًا يعود على الإنسان بخير كثير، ومن ذلك الاستقرار النفسي وعلاج الاكتئاب، وذلك بجانب المنافع الأخرى التي تتأتّى من بر الوالدين.

لا بد أن تحرصي كما ذكرتُ لك على البرامج الحيوية اليومية: الرياضة، القراءة، الاطلاع، وأن تشعري بقيمة ذاتك، لا تستكيني للاكتئاب، لا تستسلمي له، الاكتئاب كما قال أحد العلماء: يجب أن يُهزم، ويمكن أن يُهزم، هذا لا شك فيه.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الدواء ليس بكثرته أو بتعدده، إنما يكون الدواء متخيرًا ومناسبًا للأعراض، وفي ذات الوقت تكون الجرعة صحيحة، ومدة العلاج صحيحة.

أنا أودُّ أن أقترح عليك عقار (سيرترالين)، ويوجد تحت عدة مسميات تجارية، منها (زولفت) و(مودابكس). طبعًا قبل أن تبدئي في السيرترالين إذا اقتنعت به، يجب أن تتوقفي عن الـ (فالدوكسان)، والتوقف عن الفالدوكسان ليس بالصعب أبدًا.

إذا كنت تتناولين خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا من الفالدوكسان؛ فاجعليها خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة عشرة أيام، ثم توقفي عن تناوله.

ابدئي مباشرة في تناول السيرترالين، وجرعة البداية هي خمسة وعشرون مليجرامًا يوميًا، لمدة عشرة أيام، ثم اجعلي الجرعة خمسين مليجرامًا يوميًا، ثم بعد ذلك ارفعيها إلى مائة مليجرام يوميًا، وهذه ستكون جرعة علاجية مناسبة جدًّا لحالتك.

علمًا بأن الجرعة العلاجية الكلية هي مائتا مليجرام في اليوم، لكن لا أعتقد أبدًا أنك في حاجة لمثل هذه الجرعة.

استمري على جرعة المائة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى كفترة وقائية، وبعد ذلك تخفضيها إلى نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يوميًا لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

بعد أن تصلي لجرعة المائة مليجرام من السيرترالين، هنا تتوقفين عن الـ (بروزاك) والذي يُعرف علميًا باسم (فلوكستين)، ولا بأس أبدًا من التوقف المفاجئ عن البروزاك؛ حيث إنه يتميز بوجود إفرازات كيميائية ثانوية تُجنّب الإنسان الشعور بالأعراض الانسحابية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً